responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 48

القراءات و رواها، و قد تكلموا في روايته في القراءات و الحديث فاللَّه أعلم. توفى في جمادى الآخرة منها و قد جاوز الثمانين.

ثم دخلت سنة ثنتين و ثلاثين و أربعمائة

فيها عظم شأن السلجوقية، و ارتفع شأن ملكهم طغرلبك، و أخيه داود، و هما ابنا ميكائيل بن سلجوق بن بغاق، و قد كأن جدهم بغاق هذا من مشايخ الترك القدماء، الذين لهم رأى و مكيدة و مكانة عند ملكهم الأعظم، و نشأ ولده سلجوق نجيبا شهما، فقدمه الملك و لقبه شباسى، فأطاعته الجيوش و انقاد له الناس بحيث تخوف منه الملك و أراد قتله، فهرب منه إلى بلاد المسلمين، فأسلم فازداد عزا و علوا، ثم توفى عن مائة و سبع سنين، و خلف أرسلان و ميكائيل و موسى، فأما ميكائيل فإنه اعتنى بقتال الكفار من الأتراك، حتى قتل شهيدا، و خلف ولديه طغرلبك محمد، و جعفر بك داود، فعظم شأنهما في بنى عمهما، و اجتمع عليهما الترك من المؤمنين، و هم ترك الايمان الذين يقول لهم الناس تركمان، و هم السلاجقة بنو سلجوق جدهم هذا، فأخذوا بلاد خراسان بكمالها بعد موت محمود بن سبكتكين، و قد كان يتخوف منهم محمود بعض التخوف، فلما مات و قام ولده مسعود بعده قاتلهم و قاتلوه مرارا، فكانوا يهزمونه في أكثر المواقف، و استكمل لهم ملك خراسان بأسرها، ثم قصدهم مسعود في جنود يضيق بهم الفضاء فكسروه، و كبسه مرة داود فانهزم مسعود فاستحوذ على حواصله و خيامه، و جلس على سريره، و فرق الغنائم على جيشه، و مكث جيشه على خيولهم لا ينزلون عنها ثلاثة أيام، خوفا من دهمة العدو، و بمثل هذا تم لهم ما راموه، و كمل لهم جميع ما أملوه، ثم كان من سعادتهم أن الملك مسعود توجه نحو بلاد الهند لسبى بها و ترك مع ولده مودود جيشا كثيفا بسبب قتال السلاجقة، فلما عبر الجسر الّذي على سيحون نهبت جنوده حواصله، و اجتمعوا على أخيه محمد بن محمود، و خلعوا مسعودا فرجع إليهم مسعود فقاتلهم فهزموه و أسروه، فقال له أخوه: و اللَّه لست بقاتلك على شر صنيعك إلى، و لكن اختر لنفسك أي بلد تكون فيه أنت و عيالك، فاختار قلعة كبرى، و كان بها، ثم إن الملك محمدا أخا مسعود جعل لولده الأمر من بعده، و بايع الجيش له، و كان ولده اسمه أحمد، و كان فيه هرج، فاتفق هو و يوسف بن سبكتكين على قتل مسعود ليصفو لهم الأمر، و يتم لهم الملك، فسار إليه أحمد من غير علم أبيه فقتله، فلما علم أبوه بذلك غاظه و عتب على ابنه عتبا شديدا، و بعث إلى ابن أخيه يعتذر إليه و يقسم له أنه لم يعلم بذلك، حتى كان ما كان. فكتب إليه مودود بن مسعود: رزق اللَّه ولدك المعتوه عقلا يعيش به، فقد ارتكب أمرا عظيما، و قدم على إراقة دم مثل والدي الّذي لقبه أمير المؤمنين بسيد الملوك و السلاطين، و ستعلمون أي حيف تورطتم، و أي شر تأبطتم‌ (وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) ثم سار إليهم في جنود فقاتلهم فقهرهم‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست