responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 346

و لكن إذا كان خرابها فيه مصلحة للمسلمين فلا بأس به، ثم طلب الولاة و أمرهم بتخريب البلد سريعا، قبل وصول العدو إليها، فشرع الناس في خرابه، و أهله و من حضره يتباكون على حسنه و طيب مقيله، و كثرة زروعه و ثماره، و نضارة أنهاره و أزهاره، و كثرة رخامه و حسن بنائه.

و ألقيت النار في سقوفه و أتلف ما فيه من الغلات التي لا يمكن تحويلها، و لا نقلها، و لم يزل الخراب و الحريق فيه من جمادى الآخرة إلى سلخ شعبان من هذه السنة.

ثم رحل السلطان منها في ثانى رمضان و قد تركها قاعا صفصفا ليس فيها معلمة لأحد، ثم اجتاز بالرملة فخرب حصنها و خرب كنيسة لد، و زار بيت المقدس و عاد إلى المخيم سريعا، و بعث ملك الانكليز إلى السلطان إن الأمر قد طال و هلك الفرنج و المسلمون، و إنما مقصودنا ثلاثة أشياء لا سواها، رد الصليب و بلاد الساحل و بيت المقدس، لا نرجع عن هذه الثلاثة و منا عين تطرف، فأرسل إليه السلطان أشد جواب، و أسد مقال، فعزمت الفرنج على قصد بيت المقدس، فتقدم السلطان بجيشه إلى القدس، و سكن في دار القساقس قريبا من قمامة، في ذي القعدة، و شرع في تحصين البلد و تعميق خنادقه، و عمل فيه بنفسه و أولاده، و عمل فيه الأمراء و القضاة و العلماء و الصالحون، و كان وقتا مشهودا، و اليزك حول البلد من ناحية الفرنج و في كل وقت يستظهرون على الفرنج و يقتلون و يأسرون و يغنمون، و للَّه الحمد و المنة. و انقضت هذه السنة و الأمر على ذلك.

و فيها على ما ذكره العماد تولى القضاء محيي الدين محمد بن الزكي بدمشق. و فيها عدي أمير مكة داود بن عيسى بن فليتة بن هاشم بن محمد بن أبى هاشم الحسنى، فأخذ أموال الكعبة حتى انتزع طوقا من فضة كان على دائرة الحجر الأسود، كان قد لم شعثه حين ضربه ذلك القرمطى بالدبوس، فلما بلغ السلطان خبره من الحجيج عزله و ولى أخاه بكيرا، و نقض القلعة التي كان بناها أخوه على أبى قبيس، و أقام داود بنخلة حتى توفى بها سنة سبع و ثمانين.

و فيها توفى من الأعيان‌

الملك المظفر

تقى الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب، كان عزيزا على عمه صلاح الدين، استنابه بمصر و غيرها من البلاد، ثم أقطعه حماه و مدنا كثيرة حولها في بلاد الجزيرة، و كان مع عمه السلطان على عكا، ثم استأذنه أن يذهب ليشرف على بلاده المجاورة للجزيرة و الفرات، فلما صار إليها اشتغل بها و امتدت عينه إلى أخذ غيرها من أيدي الملوك المجاورين له، فقاتلهم فاتفق موته و هو كذلك، و السلطان عمه غضبان عليه بسبب اشتغاله بذلك عنه، و حملت جنازته حتى دفنت بحماه، و له مدرسة هناك هائلة كبيرة، و كذلك له بدمشق مدرسة مشهورة، و عليها أوقاف كثيرة، و قد أقام بالملك بعده ولده المنصور ناصر الدين محمد، فأقره صلاح الدين على ذلك بعد جهد جهيد، و وعد و وعيد، و لو لا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست