responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 341

و اتفق موت ابن ملك الألمان لعنه اللَّه في ثانى ذي الحجة، و جماعة من كبراء الكندهرية، و سادات الفرنج لعنهم اللَّه، فحزن الفرنج على ابن ملك الألمان و أوقدوا نارا عظيمة في كل خيمة، و صار كل يوم يهلك من الفرنج المائة و المائتان، و استأمن السلطان جماعة منهم من شدة ما هم فيه من الجوع و الضيق و الحصر، و أسلم خلق كثير منهم. و فيها قدم القاضي الفاضل من مصر على السلطان، و كان قد طال شوق كل منهما إلى صاحبه، فأفضى كل منهما إلى صاحبه ما كان يسره و يكتمه من الآراء التي فيها مصالح المسلمين.

و فيها توفى من الأعيان.

ملك الألمان‌

و قد تقدم أنه قدم في ثلاثمائة ألف مقاتل، فهلكوا في الطرقات، فلم يصل إلى الفرنج إلا في خمسة آلاف و قيل في ألفى مقاتل، و كان قد عزم على دمار الإسلام، و استنقاذ البلاد بكمالها من أيدي المسلمين، انتصارا في زعمه إلى بيت المقدس، فأهلكه اللَّه بالغرق كما أهلك فرعون، ثم ملك بعده ولده الأصغر فأقبل بمن بقي معه من الجيش إلى الفرنج، و هم في حصار عكا، ثم مات في هذه السنة فلله الحمد و المنة.

محمد بن محمد بن عبد اللَّه‌

أبو حامد قاضى القضاة بالموصل، كمال الدين الشهرزوريّ الشافعيّ، أثنى عليه العماد و أنشد له من شعره قوله:

قامت بإثبات الصفات أدلة* * * قصمت ظهور أئمة التعطيل‌

و طلائع التنزيه لما أقبلت* * * هزمت ذوى التشبيه و التمثيل‌

فالحق ما صرنا إليه جميعنا* * * بأدلة الأخبار و التنزيل‌

من لم يكن بالشرع مقتديا فقد* * * ألقاه فرط الجهل في التضليل‌

ثم دخلت سنة سبع و ثمانين و خمسمائة

فيها قدم ملك الفرنسيس و ملك انكلترا و غيرهما من ملوك البحر الفرنج، على أصحابهم الفرنج إلى عكا، و تمالئوا على أخذ عكا في هذه السنة كما سيأتي تفصيله، و قد استهلت هذه السنة و الحصار الشديد على عكا من الجانبين، و قد استكمل دخول العدو إلى البلد و الملك العادل مخيم إلى جانب البحر، ليتكامل دخولهم و دخول ميرتهم، و في ليلة مستهل ربيع الأول منها خرج المسلمون من عكا فهجموا على مخيم الفرنج فقتلوا منهم خلقا كثيرا، و سبوا و غنموا شيئا كثيرا، سبوا اثنى عشرا مرأة، و انكسر مركب عظيم للفرنج فغرق ما فيه منهم و أسر باقيهم، و أغار صاحب حمص أسد الدين بن شير كوه على سرح الفرنج بأراضى طرابلس، فاستاق منهم شيئا كثيرا من الخيول و الأبقار و الأغنام، و ظفر الترك بخلق كثير من الفرنج فقتلوهم، و لم يقتل من المسلمين سوى طواش‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست