نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 265
عاشوراء، فحضر الملك صلاح الدين جنازته و شهد عزاه، و بكى عليه و تأسف، و ظهر منه حزن كثير عليه، و قد كان مطيعا له فيما يأمره به، و كان العاضد كريما جوادا سامحه اللَّه. و لما مات استحوذ صلاح الدين على القصر بما فيه، و أخرج منه أهل العاضد إلى دار أفردها لهم، و أجرى عليهم الأرزاق و النفقات الهنية، و العيشة الرضية، عوضا عما فاتهم من الخلافة، و كان صلاح يتندم على إقامة الخطبة لبني العباس بمصر قبل وفاة العاضد، و هلا صبر بها إلى بعد وفاته، و لكن كان ذلك قدرا مقدورا.
و مما نظمه العماد في ذلك:
توفى العاضد الدعي فما* * * يفتح ذو بدعة بمصر فما
و عصر فرعونها انقضى و غدا* * * يوسفها في الأمور محتكما
قد طفئت جمرة الغواة و قد* * * داخ من الشرك كل ما اضطرما
و صار شمل الصلاح ملتئما* * * بها و عقد السداد منتظما
لما غدا مشعرا شعار بنى* * * العباس حقا و الباطل اكتتما
و بات داعي التوحيد منتظرا* * * و من دعاة الإشراك منتقما
و ظل أهل الضلال في ظلل* * * داجية من غبائة و عمى
و ارتكس الجاهلون في ظلم* * * لما أضاءت منابر العلما
و ارتكس الجاهلون في ظلم* * * لما أضاءت منابر العلما
و عاد بالمستضيء معتليا* * * بناء حق بعد ما كان منهدما
أعيدت الدولة التي اضطهدت* * * و انتصر الدين بعد ما اهتضما
و اهتز عطف الإسلام من جلل* * * و افتر ثغر الإسلام و ابتسما
و استبشرت أوجه الهدى فرحا* * * فليقرع الكفر سنه ندما
عاد حريم الأعداء منتهك* * * الحمى و في الطغاة منقسما
قصور أهل القصور أخربها* * * عامر بيت من الكمال سما
أزعج بعد السكوت ساكنها* * * و مات ذلا و أنفه رغما
و مما قيل من الشعر ببغداد يبشر الخليفة المستضيء بالخطبة له بمصر و أعمالها:
ليهنيك يا مولاي فتح تتابعت* * * إليك به خوض الركائب توجف
أخذت به مصرا و قد حال دونها* * * من الشرك يأس في لها الحق يقذف
فعادت بحمد اللَّه باسم إمامنا* * * تتيه على كل البلاد و تشرف
و لا غرو إن ذلت ليوسف مصره* * * و كانت إلى عليائه تتشوف
فشابهه خلقا و خلقا و عفة* * * و كل عن الرحمن في الأرض يخلف
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 265