responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 241

فركب الجيش بكماله و أحضرت أمواله كلها، و مماليكه حتى جواريه و حظاياه، فجعل يبكى و يقول:

هذه العساكر لا يدفعون عنى مثقال ذرة من أمر ربى، و لا يزيدون في عمري لحظة، ثم ندم و تأسف على ما كان منه إلى الخليفة المقتفى، و أهل بغداد و حصارهم و أذيتهم، ثم قال: و هذه الخزائن و الأموال و الجواهر لو قبلهم ملك الموت منى فداء لجدت بذلك جميعه له، و هذه الحظايا و الجواري الحسان و المماليك لو قبلهم فداء منى لكنت بذلك سمحا له. ثم قال‌ (ما أَغْنى‌ عَنِّي مالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ) ثم فرق شيئا كثيرا من ذلك من تلك الحواصل و الأموال، و توفى عن ولد صغير، و اجتمعت العساكر و الأمراء على عمه سليمان شاه بن محمد بن ملك شاه، و كان مسجونا بالموصل فأفرج عنه و انعقدت له السلطنة، و خطب له على منابر تلك البلاد سوى بغداد و العراق. و اللَّه سبحانه أعلم.

ثم دخلت سنة خمس و خمسين و خمسمائة

فيها كانت وفاة الخليفة المقتفى بأمر اللَّه.

أبو عبد اللَّه محمد بن المستظهر باللَّه‌

مرض بالتراقي و قيل بدمل خرج بحلقة، فمات ليلة الأحد ثانى ربيع الأول منها عن ست و ستين سنة، إلا ثمانية و عشرين يوما، و دفن بدار الخلافة، ثم نقل إلى الترب، و كانت خلافته أربعا و عشرين سنة و ثلاثة أشهر و ستة و عشرين يوما، و كان شهما شجاعا مقداما، يباشر الأمور بنفسه، و يشاهد الحروب و يبذل الأموال الكثيرة لأصحاب الأخبار، و هو أول من استبد بالعراق منفردا عن السلطان، من أول أيام الديلم إلى أيامه، و تمكن في الخلافة و حكم على العسكر و الأمراء، و قد وافق أباه في أشياء: من ذلك مرضه بالتراقي، و موته في ربيع الأول، و تقدم موت السلطان محمد شاه قبله بثلاثة أشهر، و كذلك أبوه المستظهر مات قبله السلطان محمود بثلاثة أشهر، و بعد غرق بغداد بسنة مات أبوه، و كذلك هذا. قال عفيف الناسخ: رأيت في المنام قائلا يقول: إذا اجتمعت ثلاث خاءات مات المقتفى- يعنى خمسا و خمسين و خمسمائة.

خلافة المستنجد باللَّه أبو المظفر يوسف بن المقتفى‌

لما توفى أبوه كما ذكرنا بويع بالخلافة في صبيحة يوم الأحد ثانى ربيع الأول من هذه السنة، بايعه أشراف بنى العباس، ثم الوزير و القضاة و العلماء و الأمراء و عمره يومئذ خمس و أربعون سنة، و كان رجلا صالحا، و كان ولى عهد أبيه من مدة متطاولة، ثم عمل عزاء أبيه، و لما ذكر اسمه يوم الجمعة في الخطبة نثرت الدراهم و الدنانير على الناس، و فرح المسلمون به بعد أبيه، و أقر الوزير ابن هبيرة على منصبه و وعده بذلك إلى الممات، و عزل قاضى القضاة ابن الدامغانيّ و ولى مكانه أبا جعفر بن عبد الواحد، و كان شيخا كبيرا، له سماع بالحديث، و باشر الحكم بالكوفة، ثم توفى في‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست