responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 216

و ناد كأن جنان الخلد* * * أعارته من حسنها رونقا

و أعطته من حادثات الزمان* * * أن لا يلم به موبقا

فأضحى ينبئه على كل ما* * * بنى مغربا كان أو مشرقا

تظل الوفود به عكفا* * * و يمسى الضيوف به طرّقا

بقيت له يا جمال الملوك* * * و ذا الفضل مهما أردت البقا

و سالمه فيك ريب الزمان* * * و وقيت فيه الّذي يتقى‌

فما و اللَّه صدقت هذه الأماني، بل عما قريب اتهمه الخليفة بأنه يكاتب دبيسا فأمر بخراب داره تلك فلم يبق فيها جدار، بل صارت خربة بعد ما كانت قرة العيون من أحسن المقام و القرار، و هذه حكمة اللَّه من تقلب الليل و النهار، و ما تجرى بمشيئة الأقدار، و هي حكمته في كل دار بنيت بالأشر و البطر، و في كل لباس لبس على التيه و الكبر و الأشر. و قد أورد له ابن الجوزي أشعارا حسنة من نظمه، و كلمات من نثره فمن ذلك قوله:

دع الهوى لا ناس يعرفون به* * * قد مارسوا الحب حتى أصعبه‌

أدخلت نفسك فيما لست تجربه* * * و الشي‌ء صعب على من لا يجربه‌

أمن اصطبار و إن لم تستطع خلدا* * * فرب مدرك أمر عز مطلبه‌

أحن الضلوع على قلب يخيرني* * * في كل يوم يعييني تقلبه‌

تأرج الريح من نجد يهيجه* * * و لا مع البرق من نغمات يطربه‌

و قوله‌

هذه الخيف و هاتيك منى* * * فترفق أيها الحادي بنا

و احبس الركب علينا ساعة* * * نندب الدار و نبكي الدنا

فلذا الموقف أعددت البكا* * * و لذا اليوم الدموع تقتنى‌

زماننا كان و كنا جيرة* * * فأعاد اللَّه ذاك الزمنا

بيننا يوم ائتلاف نلتقي* * * كان من غير تراضى بيننا

ثم دخلت سنة أربع و ثلاثين و خمسمائة

فيها حاصر زنكي دمشق فحصنها الأتابك معين الدين بن مملوك طغتكين، فاتفق موت ملكها جمال الدين محمود بن بورى بن طغتكين، فأرسل معين الدين إلى أخيه مجير الدين أتق، و هو ببعلبكّ فملكه دمشق، فذهب زنكي إلى بعلبكّ فأخذها و استناب عليها نجم الدين أيوب صلاح الدين.

و فيها دخل الخليفة على الخاتون فاطمة بنت السلطان مسعود، و أغلقت بغداد أياما. و فيها نودي للصلاة على رجل صالح فاجتمع الناس بمدرسة الشيخ عبد القادر فاتفق أن الرجل عطس فأفاق،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست