نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 2
بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم
ثم دخلت سنة ست و أربعمائة
في يوم الثلاثاء مستهل المحرم منها وقعت فتنة بين أهل السنة و الروافض، ثم سكّن الفتنة الوزير فخر الملك على أن تعمل الروافض بدعتهم يوم عاشوراء من تعليق المسوح و النوح. و في هذا الشهر ورد الخبر بوقوع وباء شديد في البصرة أعجز الحفارين، و الناس عن دفن موتاهم، و أنه أظلت البلد سحابة في حزيران. فأمطرتهم مطرا شديدا. و في يوم السبت ثالث صفر تولى المرتضى نقابة الطالبيين و المظالم و الحج، و جميع ما كان يتولاه أخوه الرضى، و قرئ تقليده بحضرة الأعيان، و كان يوما مشهودا. و فيها ورد الخبر عن الحجاج بأنه هلك منهم بسبب العطش أربعة عشر ألفا، و سلم ستة آلاف، و أنهم شربوا بول الإبل من العطش. و فيها غزا محمود بن سبكتكين بلاد الهند فأخذه الأدلاء فسلكوا به على بلاد غريبة فانتهوا إلى أرض قد غمرها الماء من البحر فخاض بنفسه الماء أياما و خاض الجيش حتى خلصوا بعد ما غرق كثير من جيشه، و عاد إلى خراسان بعد جهد جهيد. و لم يحج فيها من العراق ركب لفساد البلاد من الاعراب.
و فيها توفى من الأعيان
الشيخ أبو حامد الأسفراييني
إمام الشافعية، أحمد بن محمد بن أحمد إمام الشافعية في زمانه، ولد في سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة و قدم بغداد و هو صغير سنة ثلاث أو أربع و ستين و ثلاثمائة، فدرس الفقه على أبى الحسن ابن المرزبان، ثم على أبى القاسم الداركى، و لم يزل تترقى به الأحوال حتى صارت إليه رياسة
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 2