responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 182

أمير الحاج‌

يمن بن عبد اللَّه أبو الخير المستظهري، كان جوادا كريما ممدحا ذا رأي و فطنة ثاقبة، و قد سمع الحديث من أبى عبد اللَّه الحسين بن طلحة النعالى بإفادة أبى نصر الأصبهاني، و كان يؤم به في الصلوات، و لما قدم رسولا إلى أصبهان حدث بها. توفى في ربيع الآخر من هذه السنة و دفن بأصبهان‌

ثم دخلت سنة اثنتي عشرة و خمسمائة

فيها خطب للسلطان محمد بن ملك شاه بأمر الخليفة المستظهر باللَّه، و فيها سأل دبيس بن صدقة الأسدي من السلطان محمود أن يرده إلى الحلة و غيرها، مما كان أبوه يتولاه من الأعمال، فأجابه إلى ذلك، فعظم و ارتفع شأنه.

وفاة الخليفة المستظهر باللَّه‌

هو أبو العباس أحمد بن المقتدى، كان خيرا فاضلا ذكيا بارعا، كتب الخط المنسوب، و كانت أيامه ببغداد كأنها الأعياد، و كان راغبا في البر و الخير، مسارعا إلى ذلك، لا يرد سائلا، و كان جميل العشرة لا يصغي إلى أقوال الوشاة من الناس، و لا يثق بالمباشرين، و قد ضبط أمور الخلافة جيدا، و أحكمها و علمها، و كان لديه علم كثير، و له شعر حسن. قد ذكرناه أولا عند ذكر خلافته، و قد ولى غسله ابن عقيل و ابن السنى، و صلى عليه ولده أبو منصور الفضل و كبّر أربعا، و دفن في حجرة كان يسكنها، و من العجب أنه لما مات السلطان ألب أرسلان مات بعده الخليفة القائم، ثم لما مات السلطان ملك شاه مات بعده المقتدى، ثم لما مات السلطان محمد مات بعده المستظهر هذا، في سادس عشر ربيع الآخر، و له من العمر إحدى و أربعون سنة، و ثلاثة أشهر و أحد عشر يوما.

خلافة المسترشد أمير المؤمنين‌

أبو منصور الفضل بن المستظهر: لما توفى أبوه كما ذكرنا بويع له بالخلافة، و خطب له على المنابر و قد كان ولى العهد من بعده مدة ثلاث و عشرين سنة، و كان الّذي أخذ البيعة له قاضى القضاة أبو الحسن الدامغانيّ، و لما استقرت البيعة له هرب أخوه أبو الحسن في سفينة و معه ثلاثة نفر، و قصد دبيس بن صدقة بن منصور بن دبيس بن على بن مزيد الأسدي بالحلة، فأكرمه و أحسن إليه، فقلق أخوه الخليفة المسترشد من ذلك، فراسل دبيسا في ذلك مع نقيب النقباء الزينبي، فهرب أخو الخليفة من دبيس فأرسل إليه جيشا فألجأوه إلى البرية، فلحقه عطش شديد، فلقيه بدويان فسقياه ماء و حملاه إلى بغداد، فأحضره أخوه إليه فاعتنقا و تباكيا، و أنزله الخليفة دارا كان يسكنها قبل الخلافة، و أحسن إليه، و طيب نفسه، و كانت مدة غيبته عن بغداد إحدى عشر شهرا، و استقرت الخلافة بلا منازعة للمسترشد. و فيها كان غلاء شديد ببغداد، و انقطع الغيث و عدمت الأقوات، و تفاقم أمر

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست