responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 115

ثم ابتنى بعده في دولة الملك الأشرف خليل بن المنصور، نائبة الشجاعي، الطارمة الشمالية و القبة الزرقاء و ما حولها، و في المحرم منها مرض الخليفة مرضا شديدا فأرجف الناس به، فركب حتى رآه الناس جهرة فسكنوا، و في جمادى الآخرة منها زادت دجلة زيادة كثيرة، إحدى و عشرين ذراعا و نصفا، فنقل الناس أموالهم و خيف على دار الخلافة، فنقل تابوت القائم بأمر اللَّه ليلا إلى الترب بالرصافة. و في شوال منها وقعت الفتنة بين الحنابلة و الأشعرية. و ذلك أن ابن القشيري قدم بغداد فجلس يتكلم في النظامية و أخذ يذم الحنابلة و ينسبهم إلى التجسيم، و ساعده أبو سعد الصوفي، و مال معه الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، و كتب إلى نظام الملك يشكو إليه الحنابلة و يسأله المعونة عليهم، و ذهب جماعة إلى الشريف أبى جعفر بن أبى موسى شيخ الحنابلة، و هو في مسجده، فدافع عنه آخرون، و اقتتل الناس بسبب ذلك و قتل رجل خياط من سوق التبن، و جرح آخرون، و ثارت الفتنة، و كتب الشيخ أبو إسحاق و أبو بكر الشاشي إلى نظام الملك في كتابه إلى فخر الدولة ينكر ما وقع، و يكره أن ينسب إلى المدرسة التي بناها شي‌ء من ذلك. و عزم الشيخ أبو إسحاق على الرحلة من بغداد غضبا مما وقع من الشر، فأرسل إليه الخليفة يسكنه، ثم جمع بينه و بين الشريف أبى جعفر و أبى سعد الصوفي، و أبى نصر بن القشيري، عند الوزير، فأقبل الوزير على أبى جعفر يعظمه في الفعال و المقال، و قام إليه الشيخ أبو إسحاق فقال: أنا ذلك الّذي كنت تعرفه و أنا شاب، و هذه كتبي في الأصول، ما أقول فيها خلافا للأشعرية، ثم قبّل رأس أبى جعفر، فقال له أبو جعفر:

صدقت، إلا أنك لما كنت فقيرا لم تظهر لنا ما في نفسك، فلما جاء الأعوان و السلطان و خواجه بزرك- يعنى نظام الملك- و شبعت، أبديت ما كان مختفيا في نفسك. و قام الشيخ أبو سعد الصوفي و قبل رأس الشريف أبى جعفر أيضا و تلطف به، فالتفت إليه مغضبا و قال: أيها الشيخ أما الفقهاء إذا تكلموا في مسائل الأصول فلهم فيها مدخل، و أما أنت فصاحب لهو و سماع و تغيير، فمن زاحمك منا على باطلك؟ ثم قال: أيها الوزير أنى تصلح بيننا؟ و كيف يقع بيننا صلح و نحن نوجب ما نعتقده و هم يحرمون و يكفرون؟ و هذا جد الخليفة القائم و القادر قد أظهرا اعتقادهما للناس على رءوس الأشهاد على مذهب أهل السنة و الجماعة و السلف، و نحن على ذلك كما وافق عليه العراقيون و الخراسانيون، و قرئ على الناس في الدواوين كلها، فأرسل الوزير إلى الخليفة يعلمه بما جرى، فجاء الجواب بشكر الجماعة و خصوصا الشريف أبا جعفر، ثم استدعى الخليفة أبا جعفر إلى دار الخلافة للسلام عليه، و التبرك بدعائه. قال ابن الجوزي: و في ذي القعدة منها كثرت الأمراض في الناس ببغداد و واسط و السواد، و ورد الخبر بأن الشام كذلك. و في هذا الشهر أزيلت المنكرات و البغايا ببغداد، و هرب الفساق منها. و فيها ملك حلب نصر بن محمود بن مرداس بعد وفاة أبيه. و فيها تزوج‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست