responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 10

هؤلاء العبيد بهذا؟ ثم اجتمع الناس في الجوامع و رفعوا المصاحف و صاروا إلى اللَّه عز و جل، و استغاثوا به، فرق لهم الترك و المشارقة و انحازوا إليهم، و قاتلوا معهم عن حريمهم و دورهم، و تفاقم الحال جدا، ثم ركب الحاكم لعنه اللَّه ففصل بين الفريقين، و كف العبيد عنهم، و كان يظهر التنصل مما فعله العبيد و أنهم ارتكبوا ذلك من غير علمه و إذنه، و كان ينفذ إليهم السلاح و يحثهم على ذلك في الباطن، و ما انجلى الأمر حتى احترق من مصر نحو ثلثها، و نهب قريب من نصفها، و سبيت نساء و بنات كثيرة و فعل معهن الفواحش و المنكرات، حتى أن منهن من قتلت نفسها خوفا من العار و الفضيحة، و اشترى الرجال منهم من سبى لهم من النساء و الحريم. قال ابن الجوزي: ثم ازداد ظلم الحاكم حتى عنّ له أن يدعى الربوبية، فصار قوم من الجهال إذا رأوه يقولون: يا واحد يا أحد يا محيي يا مميت قبحهم اللَّه جميعا.

صفة مقتله لعنه اللَّه‌

كان قد تعدى شره إلى الناس كلهم حتى إلى أخته، و كان يتهمها بالفاحشة، و يسمعها أغلظ الكلام، فتبرمت منه، و عملت على قتله، فراسلت أكبر الأمراء، أميرا يقال له ابن دواس، فتوافقت هي و هو على قتله و دماره، و تواطئا على ذلك، فجهز من عنده عبدين، أسودين شهمين، و قال لهما: إذا كانت الليلة الفلانية فكونا في جبل المقطم، ففي تلك الليلة يكون الحاكم هناك في الليل لينظر في النجوم، و ليس معه أحد إلا ركابي و صبي، فاقتلاه و اقتلاهما معه، و اتفق الحال على ذلك.

فلما كانت تلك الليلة قال الحاكم لأمه: على في هذه الليلة قطع عظيم، فان نجوت منه عمرت نحوا من ثمانين سنة، و مع هذا فانقلى حواصلى إليك، فان أخوف ما أخاف عليك من أختى، و أخوف ما أخاف على نفسي منها، فنقل حواصله إلى أمه، و كان له في صناديق قريب من ثلاثمائة ألف دينار، و جواهر أخر، فقالت له أمه: يا مولانا إذا كان الأمر كما تقول فارحمني و لا تركب في ليلتك هذه إلى موضع و كان يحبها. فقال: أفعل، و كان من عادته أن يدور حول القصر كل ليلة، فدار ثم عاد إلى القصر، فنام إلى قريب من ثلث الليل الأخير، فاستيقظ و قال: إن لم أركب الليلة فاضت نفسي، فثار فركب فرسا و صحبه صبي و ركابي، و صعد الجبل المقطم فاستقبله ذانك العبدان فأنزلاه عن مركوبة، و قطعا يديه و رجليه، و بقرا بطنه، فأتيا به مولاهما ابن دواس، فحمله إلى أخته فدفنته في مجلس دارها، و استدعت الأمراء و الأكابر و الوزير و قد أطلعته على الجلية، فبايعوا لولد الحاكم أبى الحسن على، و لقب بالظاهر لاعزاز دين اللَّه، و كان بدمشق، فاستدعت به و جعلت تقول للناس: إن الحاكم قال لي: إنه يغيب عنكم سبعة أيام ثم يعود، فاطمأن الناس، و جعلت ترسل ركابيين إلى الجبل فيصعدونه، ثم يرجعون فيقولون تركناه في الموضع الفلاني، و يقول الذين بعدهم لأمه: تركناه في موضع كذا و كذا. حتى اطمأن الناس و قدم ابن أخيها و استصحب معه من دمشق ألف ألف دينار، و ألفى ألف درهم، فحين وصل ألبسته‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست