responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 80

و الزهد لا يدل على صلاح، فان بعض الرهبان قد يكون عنده من الزهد ما لا يطيقه عمرو و لا كثير من المسلمين في زمانه. و قد روينا عن إسماعيل بن خالد القعنبي قال: رأيت الحسن بن جعفر في المنام بعد ما مات بعبادان فقال لي: أيوب و يونس و ابن عون في الجنة. قلت: فعمرو بن عبيد؟

قال: في النار. ثم رآه مرة ثانية و يروى ثالثة، فيسأله فيقول له مثل ذلك. و قد رئيت له منامات قبيحة، و قد أطال شيخنا في تهذيبه في ترجمته و لخصنا حاصلها في كتابنا التكميل، و أشرنا هاهنا إلى نبذ من حاله ليعرف فلا يغتر به و اللَّه أعلم.

ثم دخلت سنة ثلاث و أربعين و مائة

فيها ندب المنصور الناس إلى غزو الديلم، لأنهم قتلوا من المسلمين خلقا، و أمر أهل الكوفة و البصرة من كان منهم يقدر على عشرة آلاف فصاعدا فليذهب مع الجيش إلى الديلم، فانتدب خلق كثير و جم غفير لذلك. و حج بالناس فيها عيسى بن موسى نائب الكوفة و أعمالها. و فيها توفى حجاج الصواف، و حميد بن رؤبة الطويل، و سليمان بن طرخان التيمي، و قد ذكرناه في التي قبلها، و عمرو بن عبيد في قول، و ليث بن أبى سليم على الصحيح. و يحيى بن سعيد الأنصاري.

ثم دخلت سنة أربع و أربعين و مائة

فيها سار محمد بن أبى العباس السفاح عن أمر عمه المنصور إلى بلاد الديلم و معه الجيوش من الكوفة و البصرة و واسط و الموصل و الجزيرة. و فيها قدم محمد بن جعفر المنصور و المهدي على أبيه من بلاد خراسان و دخل بابنة عمة رائطة بنت السفاح بالحيرة. و فيها حج بالناس أبو جعفر المنصور و استخلف على الحيرة و العسكر خازم بن خزيمة، و ولى رباح بن عثمان المزني المدينة و عزل عنها محمد بن خالد القسري، و تلقى الناس أبا جعفر المنصور إلى أثناء طريق مكة في حجه في سنة أربع و أربعين و مائة. و كان في جملة من تلقاه عبد اللَّه بن حسن بن حسن بن على بن أبى طالب، فأجلسه المنصور معه على السماط، ثم جعل يحادثه بإقبال زائد بحيث إن المنصور اشتغل بذلك عن عامة غدائه، و سأله عن ابنيه إبراهيم و محمد لم لا جا آنى مع الناس؟ فحلف عبد اللَّه بن حسن أنه لا يدرى أين صارا من أرض اللَّه. و صدق في ذلك، و ما ذاك إلا أن محمد بن عبد اللَّه بن حسن كان قد بايعه جماعة من أهل الحجاز في أواخر دولة مروان الحمار بالخلافة و خلع مروان، و كان في جملة من بايعه على ذلك أبو جعفر المنصور، و ذلك قبل تحويل الدولة إلى بنى العباس، فلما صارت الخلافة إلى أبى جعفر المنصور خاف محمد بن عبد اللَّه بن الحسن و أخوه إبراهيم منه خوفا شديدا.

و ذلك لأن المنصور توهم منهما أنهما لا بدّ أن يخرجا عليه كما أرادا أن يخرجا على مروان، و الّذي توهم منه المنصور وقع فيه، فذهبا هربا في البلاد الشاسعة فصارا إلى اليمن، ثم سارا إلى الهند فاختفيا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست