responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 79

و قال حماد بن سلمة: قال لي حميد: لا تأخذ عنه فإنه كان يكذب على الحسن البصري. و كذا قال أيوب و عوف و ابن عون. و قال أيوب: ما كنت أعد له عقلاء، و قال مطر الوراق: و اللَّه لا أصدقه في شي‌ء. و قال ابن المبارك: إنما تركوا حديثه لأنه كان يدعو إلى القدر. و قد ضعفه غير واحد من أئمة الجرح و التعديل، و أثنى عليه آخرون في عبادته و زهده و تقشفه. قال الحسن البصري: هذا سيد شباب القراء ما لم يحدث. قالوا: فأحدث و اللَّه أشد الحدث. و قال ابن حبان: كان من أهل الورع و العبادة إلى أن أحدث ما أحدث و اعتزل مجلس الحسن هو و جماعة معه فسموا المعتزلة، و كان يشتم الصحابة و يكذب في الحديث، و هما لا تعمدا. و قد روى عنه أنه قال: إن كانت تبت يدا أبى لهب في اللوح المحفوظ فما تعد منه على ابن آدم حجة. و روى له حديث ابن مسعود: حدثنا الصادق المصدوق «ان خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما» حتى قال: «فيؤمر بأربع كلمات. رزقه و أجله، و عمله، و شقي أم سعيد» إلى آخره. فقال: لو سمعت الأعمش يرويه لكذبته، و لو سمعته من زيدين وهب لما أحببته، و لو سمعته من ابن مسعود لما قبلته، و لو سمعته من رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) لرددته، و لو سمعت اللَّه يقول هذا لقلت ما على هذا أخذت علينا الميثاق. و هذا من أقبح الكفر، لعنه اللَّه إن كان قال هذا. و إذا كان مكذوبا عليه فعلى من كذبه عليه ما يستحقه و قد قال عبد اللَّه ابن المبارك (رحمه اللَّه):

أيها الطالب علما* * * ايت حماد بن زيد

فخذ العلم بحلم‌* * * ثم قيده بقيد

و ذر البدعة من‌* * * آثار عمرو بن عبيد

و قال ابن عدي: كان عمرو يغر الناس بتقشفه، و هو مذموم ضعيف الحديث جدا، معلن بالبدع. و قال الدار قطنى: ضعيف الحديث. و قال الخطيب البغدادي: جالس الحسن و اشتهر بصحبته ثم أزاله [واصل بن عطاء عن مذهب أهل السنة و قال بالقدر و دعا إليه، و اعتزل أصحاب الحديث، و كان له سمت و إظهار زهد. و قد قيل: إنه‌] [1] و واصل بن عطاء ولدا سنة ثمانين، و حكى البخاري أن عمرا مات سنة ثنتين أو ثلاث و أربعين و مائة بطريق مكة، و قد كان عمرو محظيا عند أبى جعفر المنصور، كان المنصور يحبه و يعظمه لأنه كان يفد على المنصور مع القراء فيعطيهم المنصور فيأخذون، و لا يأخذ عمرو منه شيئا، و كان يسأله أن يقبل كما يقبل أصحابه فلا يقبل منه، فكان ذلك مما يغر المنصور و يروج به عليه حاله، لأن المنصور كان بخيلا و كان يعجبه ذلك منه و ينشد:

كلكم يمشى رويد* * * كلكم يطلب صيد

غير عمرو بن عبيد

و لو تبصر المنصور لعلم أن كل واحد من أولئك القراء خير من مل‌ء الأرض مثل عمرو بن عبيد،


[1] زيادة من المصرية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست