نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 77
في البلاد حتى أقدموه على المنصور و معه ابنه و جماعة من أهله، فضرب المنصور عنقه و سير ابنه و من معه إلى جزيرة في طرف اليمن، فأسرتهم الهنود بعد ذلك، ثم فودى بعضهم بعد ذلك. و استقر المهدي نائبا على خراسان، و أمره أبوه أن يغزو طبرستان، و أن يحارب الاصبهبذ بمن معه من الجنود و أمده بجيش عليهم عمر بن العلاء، و كان من أعلم الناس بحرب طبرستان، و هو الّذي يقول فيه الشاعر:
فقل للخليفة إن جئته* * * نصيحا و لا خير في المتهم
إذا أيقظتك حروب العدي* * * فنبه لها عمرا ثم نم
فتى لا ينام على دمنة* * * و لا يشرب الماء إلا بدم
فلما تواقفت الجيوش على طبرستان فتحوها و حصروا الأصبهبذ حتى ألجئوه إلى قلعته فصالحهم على ما فيها من الذخائر، و كتب المهدي إلى أبيه بذلك، و دخل الأصبهبذ بلاد الديلم فمات هناك. و كسروا أيضا ملك الترك الّذي يقال له المصمغان، و أسروا أمما من الذراري، فهذا فتح طبرستان الأول.
و فيها فرغ بناء المصيصة على يدي جبريل بن يحيى الخراساني، و فيها رابط محمد بن إبراهيم الامام ببلاد ملطية. و فيها عزل المنصور زياد بن عبيد اللَّه عن إمرة الحجاز و ولى المدينة محمد بن خالد القسري و قدمها في رجب. و ولى مكة و الطائف الهيثم بن معاوية العكي. و فيها توفى موسى بن كعب و هو على شرطة المنصور. و على مصر من كان عليها في السنة الماضية، ثم ولى مصر محمد بن الأشعث ثم عزله عنها و ولى عليها نوفل بن الفرات. و حج بالناس فيها صالح بن على و هو نائب قنسرين و حمص و دمشق، و بقية البلاد عليها من ذكرنا في التي قبلها و اللَّه أعلم.
و فيها توفى أبان بن تغلب، و موسى بن عقبة، صاحب المغازي، و أبو إسحاق الشيباني في قول و اللَّه سبحانه أعلم
. ثم دخلت سنة ثنتين و أربعين و مائة
فيها خلع عيينة بن موسى بن كعب نائب السند الخليفة، فجهز إليه العساكر صحبة عمر بن حفص ابن أبى صفرة، و ولاه السند و الهند، فحاربه عمر بن حفص و قهره على الأرض و تسلمها منه. و فيها نكث أصبهبذ طبرستان العهد الّذي كان بينه و بين المسلمين، و قتل طائفة ممن كان بطبرستان، فجهز إليه الخليفة الجيوش صحبة خازم بن خزيمة، و روح بن حاتم، و معهم مرزوق أبو الخصيب، مولى المنصور، فحاصروه مدة طويلة، فلما أعياهم فتح الحصن الّذي هو فيه احتالوا عليه، و ذلك أن أبا الخصيب قال: اضربونى و احلقوا رأسي و لحيتي، ففعلوا ذلك، فذهب إليه كأنه مغاضب للمسلمين قد ضربوه و حلقوا لحيته، فدخل الحصن ففرح به الأصبهبذ و أكرمه و قربه، و جعل أبو الخصيب يظهر له النصح و الخدمة حتى خدعه، و حظي عنده جدا و جعله من جملة من يتولى فتح الحصن و غلقه، فلما تمكن من ذلك كاتب المسلمين و أعلمهم أنه في الليلة الفلانية يفتح لهم، فاقتربوا من الباب حتى
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 77