responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 60

طاعتك ممتعا بالعافية. فما استتم كلامه حتى سمع غلاما يقول لآخر: الأجل بيني و بينك شهران و خمسة أيام. فتطير من كلامه و قال: حسبي اللَّه لا قوة إلا باللَّه عليه توكلت و به أستعين. فمات بعد شهرين و خمسة أيام. و ذكر محمد بن عبد اللَّه بن مالك الخزاعي أن الرشيد أمر ابنه أن يسمع من إسحاق بن عيسى بن على ما يرويه عن أبيه في قصة السفاح، فأخبره عن أبيه عيسى أنه دخل على السفاح يوم عرفة بكرة فوجده صائما، فأمره أن يحادثه في يومه هذا ثم يختم ذلك بفطرة عنده. قال:

فحادثته حتى أخذه النوم فقمت عنه و قلت: أقيل في منزلي ثم أجي‌ء بعد ذلك. فذهبت فنمت قليلا ثم قمت فأقبلت إلى داره فإذا على بابه بشير يبشر بفتح السند و بيعتهم للخليفة و تسليم الأمور إلى نوابه. قال: فحمدت اللَّه الّذي وفقني في الدخول عليه بهذه البشارة، فدخلت الدار فإذا بشير آخر معه بشارة بفتح إفريقية، فحمدت اللَّه فدخلت عليه فبشرته بذلك و هو يسرح لحيته بعد الوضوء، فسقط المشط من يده ثم قال: سبحان اللَّه، كل شي‌ء بائد سواه، نعيت و اللَّه إلى نفسي،

حدثني إبراهيم الامام عن أبى هشام عن عبد اللَّه بن محمد بن على بن أبى طالب عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أنه قال: «يقدم على في مدينتي هذه وافدان وافد السند و الآخر وافد إفريقية بسمعهم و طاعتهم و بيعتهم، فلا يمضى بعد ذلك ثلاثة أيام حتى أموت.

قال: و قد أتانى الوافدان فأعظم اللَّه أجرك يا عم في ابن أخيك. فقلت: كلا، يا أمير المؤمنين إن شاء اللَّه. قال بلى إن شاء اللَّه! لئن كانت الدنيا حبيبة إلى فالآخرة أحب إلى، و لقاء ربى خير لي، و صحة الرواية عن رسول اللَّه بذلك أحب إلى منها، و اللَّه ما كذبت و لا كذبت. ثم نهض فدخل منزله و أمرنى بالجلوس، فلما جاء المؤذن يعلمه بوقت الظهر خرج الخادم يعلمني أن أصلى عنه، و كذلك العصر و المغرب و العشاء، و بت هناك، فلما كان وقت السحر أتانى الخادم بكتاب معه يأمرني أن أصلى عنه الصبح و العيد ثم أرجع إلى داره، و فيه يقول: يا عم إذا مت فلا تعلم الناس بموتي حتى تقرأ عليهم هذا الكتاب فيبايعوا لمن فيه. قال:

فصليت بالناس ثم رجعت إليه فإذا ليس به بأس، ثم دخلت عليه من آخر النهار فإذا هو على حاله غير أنه قد خرجت في وجهه حبتان صغيرتان، ثم كبرتا، ثم صار في وجهه حب صغار بيض يقال إنه جدري، ثم بكّرت إليه في اليوم الثاني فإذا هو قد هجر و ذهبت عنه معرفتي و معرفة غيري، ثم رجعت إليه بالعشي فإذا هو انتفخ حتى صار مثل الزق، و توفى اليوم الثالث من أيام التشريق، فسجيته كما أمرنى، و خرجت إلى الناس فقرأت عليهم كتابه فإذا فيه: من عبد اللَّه أمير المؤمنين إلى الأولياء و جماعة المسلمين، سلام عليكم أما بعد فقد قلد أمير المؤمنين الخلافة عليكم بعد وفاته أخاه فاسمعوا و أطيعوا، و قد قلدها من بعده عيسى بن موسى إن كان. قال: فاختلف الناس في قوله «إن كان» قيل إن كان أهلا لها. و قال آخرون إن كان حيا. و هذا القول الثاني هو الصواب، ذكره الخطيب‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست