responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 354

إلى دماغه عوجل بالموت، و قيل بل و رمت معدته فانتهى الورم إلى قلبه فمات، و قيل بل أصابته ذبحة فاستمرت به عشرة أيام فمات، و قيل بل فصده الحجام بمفصد مسموم فمات من يومه. قال ابن جرير: أخبرنى بعض أصحابنا أن هذا الحجام رجع إلى منزله و هو محموم فدعا تلميذا له حتى يفصده فأخذ مبضع أستاذه ففصده به و هو لا يشعر و أنسى اللَّه سبحانه الحجام فما ذكر حتى رآه قد فصده به و تحكم فيه السم، فأوصى عند ذلك و مات من يومه. و ذكر ابن جرير أن أم الخليفة دخلت عليه و هو في مرضه الّذي مات فيه فقالت له: كيف حالك؟ فقال: ذهبت منى الدنيا و الآخرة، و يقال إنه أنشد لما أحيط به و أيس من الحياة:

فما فرحت نفسي بدنيا أصبتها* * * و لكن إلى الحرب الكريم أصير

فمات يوم الأحد لخمس بقين من ربيع الآخر من هذه السنة، وقت صلاة العصر، عن خمس و عشرين سنة، قيل و ستة أشهر. و لا خلاف أنه إنما مكث بالخلافة ستة أشهر لا أزيد منها. و ذكر ابن جرير عن بعض أصحابه أنه لم يزل يسمع الناس يقولون- العامة و غيرهم حين ولى المنتصر- إنه لا يمكث في الخلافة سوى ستة أشهر، و ذلك مدة خلافة من قتل أباه لأجلها، كما مكث شبرويه بن كسرى حين قتل أباه لأجل الملك. و كذلك وقع، و قد كان المنتصر أعين أقنى قصيرا مهيبا جيد البدن، و هو أول خليفة من بنى العباس أبرز قبره بإشارة أمه حبشية الروميّة.

و من جيد كلامه قوله: و اللَّه ما عز ذو باطل قط، و لو طلع القمر من جبينه، و لا ذل ذو حق قط و لو أصفق العالم عليه.

بحمد اللَّه تعالى قد تم طبع الجزء العاشر من البداية و النهاية و يليه الجزء الحادي عشر و أوله خلافة أحمد المستعين باللَّه. و اللَّه نسأل المعونة و التوفيق.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست