responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 336

ابن حنبل قام في الأمة مقام النبوة. قال البيهقي- يعنى في صبره على ما أصابه من الأذى في ذات اللَّه و قال أبو عمر بن النحاس- و ذكر أحمد يوما- فقال (رحمه اللَّه): في الدين ما كان أبصره، و عن الدنيا ما كان أصبره، و في الزهد ما كان أخبره، و بالصالحين ما كان ألحقه، و بالماضين ما كان أشبهه، عرضت عليه الدنيا فأباها، و البدع فنفاها. و قال بشر الحافى بعد ما ضرب أحمد بن حنبل: أدخل أحمد الكبير فخرج ذهبا أحمر. و قال الميموني قال لي على بن المديني بعد ما امتحن أحمد و قيل قبل أن يمتحن: يا ميمون ما قام أحد في الإسلام ما قام أحمد بن حنبل. فعجبت من هذا عجبا شديدا و ذهبت إلى أبى عبيد القاسم بن سلام فحكيت له مقالة على بن المديني فقال: صدق، إن أبا بكر وجد يوم الردة أنصارا و أعوانا، و إن أحمد بن حنبل لم يكن له أنصار و لا أعوان. ثم أخذ أبو عبيد يطري أحمد و يقول: لست أعلم في الإسلام مثله. و قال إسحاق بن راهويه: أحمد حجة بين اللَّه و بين عبيدة في أرضه. و قال على بن المديني: إذا ابتليت بشي‌ء فأفتانى أحمد بن حنبل لم أبال إذا لقيت ربى كيف كان. و قال أيضا: إني اتخذت أحمد حجة فيما بيني و بين اللَّه عز و جل، ثم قال:

و من يقوى على ما يقوى عليه أبو عبد اللَّه؟ و قال يحيى بن معين: كان في أحمد بن حنبل خصال ما رأيتها في عالم قط، كان محدّثا، و كان حافظا، و كان عالما، و كان ورعا، و كان زاهدا، و كان عاقلا.

و قال يحيى بن معين أيضا: أراد الناس منا أن نكون مثل أحمد بن حنبل، و اللَّه ما نقوى أن نكون مثله و لا نطيق سلوك طريقه. و قال الذهلي: اتخذت أحمد حجة فيما بيني و بين اللَّه. و قال هلال بن المعلى الرقى: منّ اللَّه على هذه الأمة بأربعة: بالشافعي فهم الأحاديث و فسرها، و بين مجملها من مفصلها، و الخاص و العام و الناسخ و المنسوخ. و بأبي عبيد بين غريبها. و بيحيى بن معين نفى الكذب عن الأحاديث، و بأحمد بن حنبل ثبت في المحنة لو لا هؤلاء الأربعة لهلك الناس، و قال أبو بكر ابن أبى داود: أحمد بن حنبل مقدم على كل من يحمل بيده قلما و محبرة- يعنى في عصره- و قال أبو بكر محمد بن محمد بن رجاء: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل و لا رأيت من رأى مثله. و قال أبو زرعة الرازيّ: ما أعرف في أصحابنا أسود الرأس أفقه منه. و روى البيهقي عن الحاكم عن يحيى بن محمد العنبري قال: أنشدنا أبو عبد اللَّه البوسندى في أحمد بن حنبل (رحمه اللَّه):-

إن ابن حنبل ان سألت إمامنا* * * و به الأئمة في الأنام تمسكوا

خلف النبي محمدا بعد الألى‌* * * خلفوا الخلائف بعده و استهلكوا

حذو الشراك على الشراك و إنما* * * يحذو المثال مثاله المستمسك‌

و قد ثبت في الصحيح عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أنه قال: «لا تزال طائفة من أمتى على الحق طاهرين لا يضرهم من خذلهم و لا من خالفهم حتى يأتى أمر اللَّه و هم على ذلك».

و روى البيهقي عن‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست