responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 324

جعفر بن محمد بن عاصم، فضرب ضربا شديدا مبرحا، يقال إنه ضرب ألف سوط حتى مات.

و ذلك أنه شهد عليه سبعة عشر رجلا عند قاضى الشرقية أبى حسان الزيادي أنه يشتم أبا بكر و عمر و عائشة و حفصة رضى اللَّه عنهم. فرفع أمره إلى الخليفة فجاء كتاب الخليفة إلى محمد بن عبد اللَّه بن طاهر بن الحسين نائب بغداد يأمره أن يضربه بين الناس حد السب، ثم يضرب بالسياط حتى يموت و يلقى في دجلة و لا يصلى عليه، ليرتدع بذلك أهل الإلحاد و المعاندة. ففعل معه ذلك قبحه اللَّه و لعنه. و مثل هذا يكفر إن كان قد قذف عائشة بالإجماع، و فيمن قذف سواها من أمهات المؤمنين قولان، و الصحيح أنه يكفر أيضا، لأنهن أزواج رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و رضى عنهن.

قال ابن جرير: و في هذه السنة انقضت الكواكب ببغداد و تناثرت، و ذلك ليلة الخميس لليلة خلت من جمادى الآخرة. قال: و فيها مطر الناس في آب مطرا شديدا جدا. قال: و فيها مات من الدواب شي‌ء كثير و لا سيما البقر. قال: و فيها أغارت الروم على عين زربة فأسروا من بها من الزط و أخذوا نساءهم و ذراريهم و دوابهم. قال: و فيها كان الفداء بين المسلمين و الروم في بلاد طرسوس بحضرة قاضى القضاة جعفر بن عبد الواحد، عن إذن الخليفة له في ذلك، و استنابته ابن أبى الشوارب.

و كانت عدة الأسرى من المسلمين سبعمائة و خمسة و ثمانين رجلا، و من النساء مائة و خمسا و عشرين امرأة، و قد كانت أم الملك تدورة لعنها اللَّه عرضت النصرانية على من كان في يدها من الأسارى، و كانوا نحوا من عشرين ألفا فمن أجابها إلى النصرانية و إلا قتلته، فقتلت اثنى عشر ألفا و تنصر بعضهم، و بقي منهم هؤلاء الذين فودوا و هم قريب من التسعمائة رجالا و نساء.

و فيها أغارت البجة على جيش من أرض مصر، و قد كانت البجة لا يغزون المسلمين قبل ذلك، لهدنة كانت لهم من المسلمين، فنقضوا الهدنة و صرحوا بالخلاف. و البجة طائفة من سودان بلاد المغرب، و كذا النوبة و شنون و زغرير و يكسوم و أمم كثيرة لا يعلمهم إلا اللَّه. و في بلاد هؤلاء معادن الذهب و الجوهر، و كان عليهم حمل في كل سنة إلى ديار مصر من هذه المعادن، فلما كانت دولة المتوكل امتنعوا من أداء ما عليهم سنين متعددة، فكتب نائب مصر- و هو يعقوب بن إبراهيم الباذغيسي مولى الهادي و هو المعروف بقوصرة- بذلك كله إلى المتوكل، فغضب المتوكل من ذلك غضبا شديدا، و شاور في أمر البجة فقيل له: يا أمير المؤمنين إنهم قوم أهل إبل و بادية، و إن بلادهم بعيدة و معطشة، و يحتاج الجيش الذاهبون إليها أن يتزودوا لمقامهم بها طعاما و ماء، فصده ذلك عن البعث إليهم، ثم بلغه أنهم يغيرون على أطراف الصعيد، و يخشى أهل مصر على أولادهم منهم، فجهز لحربهم محمد بن عبد اللَّه القمي، و جعل إليه نيابة تلك البلاد كلها المتاخمة لأرضهم، و كتب إلى عمال مصر أن يعينوه بكل ما يحتاج إليه من الطعام و غير ذلك، فتخلص و تخلص معه من الجيوش‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست