responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 309

صاحب محمد بن الهيثم، و عامة من ينظر في النجوم، فنظروا في مولده و ما يقتضيه الحال عندهم فأجمعوا على أنه يعيش في الخلافة دهرا طويلا، و قدروا له خمسين سنة مستقبلة من يوم نظروا نظر من لم يبصر، فإنه لم يعش بعد قولهم و تقديرهم إلا عشرة أيام حتى هلك. ذكره الامام أبو جعفر بن جرير الطبري (رحمه اللَّه).

قال ابن جرير: و ذكر الحسين بن الضحاك أنه شهد الواثق بعد أن مات المعتصم بأيام و قد قعد مجلسا كان أول مجلس قعده، و كان أول ما غنى به في ذلك المجلس أن غنته شارية جارية إبراهيم بن المهدي:

ما دري الحاملون يوم استقلوا* * * نعشه للثواء أم للقاء

فليقل فيك باكياتك ما شئن‌* * * صياحا في وقت كل مساء

قال: فبكى و بكينا حتى شغلنا البكاء عن جميع ما كنا فيه. ثم اندفع بعضهم يغنى:

و دع هريرة إن الركب مرتحل‌* * * و هل تطيق وداعا أيها الرجل‌

فازداد بكاؤه و قال: ما سمعت كاليوم قط تعزية بأب و بغى نفس، ثم ارفض ذلك المجلس. و روى الخطيب أن دعبل بن على الشاعر لما تولى الواثق عمد إلى طومار فكتب فيه أبيات شعر ثم جاء إلى الحاجب فدفعه إليه و قال: اقرأ أمير المؤمنين السلام و قل: هذه أبيات امتدحك بها دعبل فلما فضها الواثق إذا فيها:

الحمد للَّه لا صبر و لا جلد* * * و لا عزاء إذا أهل الهوى رقدوا

خليفة مات لم يحزن له أحد* * * و آخر قام لم يفرح به أحد

فمرّ هذا و مرّ الشؤم يتبعه‌* * * و قام هذا فقام الويل و النكد

قال: فتطلبه الواثق بكل ما يقدر عليه من الطلب فلم يقدر عليه حتى مات الواثق. و روى أيضا أنه لما استخلف الواثق ابن أبى دؤاد على الصلاة في يوم العيد و رجع إليه بعد أن قضاها قال له:

كيف كان عيدكم يا أبا عبد اللَّه؟ قال: كنا في نهار لا شمس فيه. فضحك و قال: يا أبا عبد اللَّه أنا مؤيد بك. قال الخطيب: و كان ابن أبى دؤاد استولى على الواثق و حمله على التشديد في المحنة و دعا الناس إلى القول بخلق القرآن. قال و يقال: إن الواثق رجع عن ذلك قبل موته فأخبرني عبد اللَّه ابن أبى الفتح أنبأ أحمد بن إبراهيم بن الحسن ثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة حدثني حامد بن العباس عن رجل عن المهدي أن الواثق مات و قد تاب من القول بخلق القرآن. و روى أن الواثق دخل عليه يوما مؤدبه فأكرمه إكراما كثيرا فقيل له في‌ء ذلك فقال: هذا أول من فتق لساني بذكر اللَّه و أدنانى برحمة اللَّه. و كتب إليه بعض الشعراء:-

جذبت دواعي النفس عن طلب الغنى‌* * * و قلت لها عفى عن الطلب النزر

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست