responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 3

المنكرات إلا أتيته غير متحاش و لا مستتر. فكتب إليه الوليد:

يا أيها السائل عن ديننا* * * ديني على دين أبى شاكر

نشر بها صرفا و ممزوجة* * * بالسخن أحيانا و بالفاتر

فغضب هشام على ابنه مسلمة، و كان يسمى أبا شاكر، و قال له: تشبه الوليد بن يزيد و أنا أريد أن أرقيك إلى الخلافة، و بعثه على الموسم سنة تسع عشرة و مائة فأظهر النسك و الوقار، و قسم بمكة و المدينة أموالا، فقال مولى لأهل المدينة:

يا أيها السائل عن ديننا* * * نحن على دين أبى شاكر

الواهب الجرد بأرسانها* * * ليس بزنديق و لا كافر

و وقعت بين هشام و بين الوليد بن يزيد وحشة عظيمة بسبب تعاطى الوليد ما كان يتعاطاه من الفواحش و المنكرات، فتنكر له هشام و عزم على خلعه و تولية ولده مسلمة ولاية العهد، ففر منه الوليد إلى الصحراء، و جعلا يتراسلان بأقبح المراسلات، و جعل هشام يتوعده وعيدا شديدا، و يتهدده، و لم يزل كذلك حتى مات هشام و الوليد في البرية، فلما كانت الليلة التي قدم في صبيحتها عليه البرد بالخلافة، قلق الوليد تلك الليلة قلقا شديدا، و قال لبعض أصحابه: ويحك قد أخذنى الليلة قلق عظيم فاركب لعلنا نبسط، فسارا ميلين يتكلمان في هشام و ما يتعلق به، من كتبه إليه بالتهديد و الوعيد، ثم رأيا من بعد رهجا و أصواتا و غبارا، ثم انكشف ذلك عن برد يقصدونه بالولاية، فقال لصاحبه: ويحك! إن هذه رسل هشام، اللَّهمّ أعطنا خيرها، فلما اقتربت البرد منه و تبينوه ترجلوا إلى الأرض و جاءوا فسلموا عليه بالخلافة، فبهت و قال: ويحك أمات هشام؟ قالوا: نعم، قال: فمن بعثكم؟ قالوا: سالم بن عبد الرحمن صاحب ديوان الرسائل، و أعطوه الكتاب فقرأه ثم سألهم عن أحوال الناس و كيف مات عمه هشام، فأخبروه. فكتب من فوره بالاحتياط على أموال هشام و حواصله بالرصافة و قال:

ليت هشاما عاش حتى يرى‌* * * مكياله الأوفر قد طبّعا

كلتاه بالصاع الّذي كاله‌* * * و ما ظلمناه به إصبعا

و ما أتينا ذاك عن بدعة* * * أحله الفرقان لي أجمعا

و قد كان الزهري يحث هشاما على خلع الوليد هذا و يستنهضه في ذلك، فيحجم هشام عن ذلك خوف الفضيحة من الناس، و لئلا تتنكر قلوب الأجناد من أجل ذلك، و كان الوليد يفهم ذلك من الزهري و يبغضه و يتوعده و يتهدده، فيقول له الزهري: ما كان اللَّه ليسلطك عليّ يا فاسق، ثم مات الزهري قبل ولاية الوليد، ثم فر الوليد من عمه إلى البرية فلم يزل بها حتى مات، فاحتاط على أموال‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست