نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 297
طويلها مربوعا مشرب اللون، أمه أم ولد اسمها ماردة، و هو أحد أولاد ستة من أولاد الرشيد، كل منهم اسمه محمد، و هم ابو إسحاق محمد المعتصم، و أبو العباس محمد الأمين، و أبو عيسى محمد، و أبو احمد، و أبو يعقوب، و أبو أيوب. قاله هشام بن الكلبي. و قد ولى الخلافة بعده ولده هارون الواثق.
و قد ذكر ابن جرير أن وزيره محمد بن عبد الملك بن الزيات رثاه فقال:
قد قلت إذ غيبوك و اصطفقت* * * عليك أيدي التراب و الطين
اذهب فنعم الحفيظ كنت على* * * الدنيا و نعم الظهير للدين
لا جبر اللَّه أمة فقدت* * * مثلك إلا بمثل هارون
و قال مروان بن أبى الجنوب- و هو ابن أخى حفصة-:
أبو إسحاق مات ضحى فمتنا* * * و أمسينا بهارون حيينا
لئن جاء الخميس بما كرهنا* * * لقد جاء الخميس بما هوينا
خلافة هارون الواثق بن المعتصم
بويع له بالخلافة قبل موت أبيه يوم الأربعاء لثمان خلون من ربيع الأول من هذه السنة- أعنى سنة سبع و عشرين و مائتين- و يكنى أبا جعفر، و أمه أم ولد رومية يقال لها قراطيس، و قد خرجت في هذه السنة قاصدة الحج فماتت بالحيرة و دفنت بالكوفة في دار داود بن عيسى، و ذلك لأربع خلون من ذي القعدة من هذه السنة، و كان الّذي أقام للناس الحج فيها جعفر بن المعتصم و فيها توفى ملك الروم توفيل بن ميخائيل، و كانت مدة ملكه ثنتى عشرة سنة، فملكت الروم بعده امرأته تدورة. و كان ابنها ميخائيل بن توفيل صغيرا.
و فيها توفى:
بشر الحافى الزاهد المشهور
و هو بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد اللَّه المروزي أبو نصر الزاهد المعروف بالحافي، نزيل بغداد. قال ابن خلكان: و كان اسم جده عبد اللَّه الغيور، أسلم على يدي على بن أبى طالب. قلت: و كان مولده ببغداد سنة خمسين و مائة، و سمع بها شيئا كثيرا من حماد بن زيد، و عبد اللَّه بن المبارك، و ابن مهدي، و مالك، و أبى بكر بن عياش، و غيرهم. و عنه جماعة منهم أبو خيثمة، و زهير بن حرب، و سرى السقطي، و العباس بن عبد العظيم، و محمد بن حاتم. قال محمد بن سعيد: سمع بشر كثيرا ثم اشتغل بالعبادة و اعتزل الناس و لم يحدث، و قد أثنى عليه غير واحد من الأئمة في عبادته و زهادته و ورعه و نسكه و تقشفه. قال الإمام أحمد يوم بلغه موته:
لم يكن له نظير إلا عامر بن عبد قيس، و لو تزوج لتم أمره. و في رواية عنه أنه قال: ما ترك بعده مثله. و قال إبراهيم الحربي: ما أخرجت بغداد أتم عقلا منه، و لا أحفظ للسانه منه، ما عرف له غيبة
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 297