responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 240

الزهاد. و عبد اللَّه بن وهب إمام أهل الديار المصرية. و عبد الرحمن بن مسهر أخو على بن مسهر و عثمان بن سعيد الملقب بورش أحد القراء المشهورين الرواة عن نافع بن أبى نعيم. و وكيع بن الجراح الرواسي أحد أعلام المحدثين. مات عن ست و ستين سنة.

ثم دخلت سنة ثمان و تسعين و مائة

فيها خامر خزيمة بن خازم على محمد الأمين و أخذ الأمان من طاهر. و دخل هرثمة بن أعين من الجانب الشرقي. و في يوم الأربعاء لثمان خلون من المحرم وثب خزيمة بن خازم و محمد بن على بن عيسى على جسر بغداد فقطعاه و نصبا رايتهما عليه. و دعوا إلى بيعة عبد اللَّه المأمون و خلع محمد الأمين، و دخل طاهر يوم الخميس إلى الجانب الشرقي فباشر القتال بنفسه، و نادى بالأمان لمن لزم منزله، و جرت عند دار الرقيق و الكرخ و غيرهما وقعات، و أحاطوا بمدينة أبى جعفر و الخلد و قصر زبيدة، و نصب المجانيق حول السور و حذاء قصر زبيدة، و رماه بالمنجنيق، فخرج الأمين بأمه و ولده إلى مدينة أبى جعفر، و تفرق عنه عامة الناس في الطريق، لا يلوى أحد على أحد، حتى دخل قصر أبى جعفر و انتقل من الخلد لكثرة ما يأتيه فيه من رمى المنجنيق، و أمر بتحريق ما كان فيه من الأثاث و البسط و الأمتعة و غير ذلك، ثم حصر حصرا شديدا. و مع هذه الشدة و الضيق و إشرافه على الهلاك خرج ذات ليلة في ضوء القمر إلى شاطئ دجلة و استدعى بنبيذ و جارية فغنته فلم ينطلق لسانها إلا بالفراقيات و ذكر الموت و هو يقول: غير هذا، و تذكر نظيره حتى غنته آخر ما غنته:

أما و رب السكون و الحرك‌* * * إن المنايا كثيرة الشرك‌

ما اختلف الليل و النهار و لا* * * دارت نجوم السماء في الفلك‌

إلا لنقل السلطان من ملك‌* * * قد انقضى ملكه إلى ملك‌

و ملك ذي العرش دائم أبدا* * * ليس بفان و لا بمشترك‌

قال: فسبها و أقامها من عنده فعثرت في قدح كان له من بلور فكسرته فتطير بذلك. و لما ذهبت الجارية سمع صارخا يقول‌ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ‌ فقال لجليسه: ويحك ألا تسمع، فتسمع فلا يسمع شيئا، ثم عاد الصوت بذلك فما كان إلا ليلة أو ليلتان حتى قتل في رابع صفر يوم الأحد، و قد حصل له من الجهد و الضيق في حصره شيئا كثيرا بحيث إنه لم يبق له طعام يأكله و لا شراب بحيث إنه جاع ليلة فما أتى برغيف و دجاجة إلا بعد شدة عظيمة، ثم طلب ماء فلم يوجد له فبات عطشانا فلما أصبح قتل قبل أن يشرب الماء.

كيفية مقتله‌

لما اشتد به الأمر اجتمع عنده من بقي معه من الأمراء و الخدم و الجند، فشاورهم في أمره فقالت‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست