responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 223

الخميس الرابع عشر من جمادى الآخرة، فركب الأمين من قصره الخلد إلى قصر أبى جعفر المنصور- و هو قصر الذهب- على شط بغداد، فصلى بالناس ثم صعد المنبر فخطبهم و عزاهم في الرشيد، و بسط آمال الناس و وعدهم الخير. فبايعه الخواص من قومه و وجوه بنى هاشم و الأمراء، و أمر بصرف أعطيات الجند عن سنتين، ثم نزل و أمر عمه سليمان بن جعفر أن يأخذ له البيعة من بقية الناس فلما انتظم أمر الأمين و استقام حاله حسده أخوه المأمون و وقع الخلف بينهما على ما سنذكره إن شاء اللَّه تعالى.

ذكر اختلاف الأمين و المأمون‌

كان السبب في ذلك أن الرشيد لما وصل إلى أول بلاد خراسان وهب جميع ما فيها من الحواصل و الدواب و السلاح لولده المأمون، و جدد له البيعة، و كان الأمين قد بعث بكر بن المعتمر بكتب في خفية ليوصلها إلى الأمراء إذا مات الرشيد، فلما توفى الرشيد نفذت الكتب إلى الأمراء و إلى صالح بن الرشيد، و فيها كتاب إلى المأمون يأمره بالسمع و الطاعة، فأخذ صالح البيعة من الناس إلى الأمين، و ارتحل الفضل بن الربيع بالجيش إلى بغداد و قد بقي في نفوسهم تحرّج من البيعة التي أخذت للمأمون، و كتب إليهم المأمون يدعوهم إلى بيعته فلم يجيبوه، فوقعت الوحشة بين الأخوين، و لكن تحول عامة الجيش إلى الأمين، فعند ذلك كتب المأمون إلى أخيه الأمين بالسمع و الطاعة و التعظيم، و بعث إليه من هدايا خراسان و تحفها من الدواب و المسك و غير ذلك، و هو نائبة عليها، و قد أمر الأمين في صبيحة يوم السبت بعد أخذ البيعة يوم الجمعة ببناء ميدانين للصيد، فقال في ذلك بعض الشعراء:-

بنى أمين اللَّه ميدانا* * * و صير الساحة بستانا

و كانت الغزلان فيه بانا* * * يهدى إليه فيه غزلانا

و في شعبان من هذه السنة قدمت زبيدة من الرقة بالخزائن و ما كان عندها من التحف و القماش من الرشيد، فتلقاها ولدها الأمين إلى الأنبار و معه وجوه الناس. و أقر الأمين أخاه المأمون على ما تحت يده من بلاد خراسان و الري و غير ذلك، و أقر أخاه القاسم على الجزيرة و الثغور، و أقر عمال أبيه على البلاد إلا القليل منهم.

و فيها مات نقفور ملك الروم، قتله البرجان، و كان ملكه تسع سنين، و أقام بعده ولده استبراق شهرين فمات، فملكهم ميخائيل زوج أخت نقفور لعنهم اللَّه. و فيها تواقع هرثمة نائب خراسان و رافع ابن الليث فاستجاش رافع بالترك ثم هربوا و بقي رافع وحده فضعف أمره. و حج بالناس نائب الحجاز داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن على.

و فيها توفى:

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست