responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 202

حين قتل إلى هذا اليوم، ثم ارتحل الرشيد من بغداد إلى الرقة ليسكنها و هو متأسف على بغداد و طيبها، و إنما مراده بمقامه بالرقة ردع المفسدين بها، و قد قال العباس بن الأحنف في خروجهم من بغداد مع الرشيد:

ما أنخنا حتى ارتحلنا فما* * * نفرق بين المناخ و الارتحال‌

ساءلونا عن حالنا إذ قدمنا* * * فقرنّا وداعهم بالسؤال‌

و فيها فادى الرشيد الأسارى من المسلمين الذين كانوا ببلاد الروم، حتى يقال إنه لم يترك بها أسيرا من المسلمين. فقال فيه بعض الشعراء:

و فكت بك الأسرى التي شيدت لها* * * محابس ما فيها حميم يزورها

على حين أعيا المسلمين فكاكها* * * و قالوا سجون المشركين قبورها

و فيها رابط القاسم بن الرشيد بمرج دابق يحاصر الروم. و فيها حج بالناس العباس بن موسى بن محمد بن علي بن عبد اللَّه بن عباس.

ذكر من توفي فيها من الأعيان‌

علي بن حمزة بن عبد اللَّه بن فيروز أبو الحسن الأسدي مولاهم، الكوفي المعروف بالكسائي لإحرامه في كساء، و قيل لاشتغاله على حمزة الزيات في كساء، كان نحويا لغويا أحد أئمة القراء، أصله من الكوفة ثم استوطن بغداد، فأدب الرشيد و ولده الأمين، و قد قرأ على حمزة بن حبيب الزيات قراءته، و كان يقرئ بها، ثم اختار لنفسه قراءة و كان يقرأ بها. و قد روى عن أبي بكر بن عياش و سفيان بن عيينة و غيرهما، و عنه يحيى بن زياد الفراء و أبو عبيد. قال الشافعيّ: من أراد النحو فهو عيال على الكسائي. أخذ الكسائي عن الخليل صناعة النحو فسأله يوما: عن من أخذت هذا العلم؟

قال: من بوادي الحجاز. فرحل الكسائي إلى هناك فكتب عن العرب شيئا كثيرا، ثم عاد إلى الخليل فإذا هو قد مات و تصدر في موضعه يونس، فجرت بينهما مناظرات أقر له فيها يونس بالفضل، و أجلسه في موضعه.

قال الكسائي: صليت يوما بالرشيد فأعجبتني قراءتي، فغلطت غلطة ما غلطها صبي، أردت أن أقول لعلهم يرجعون، فقلت لعلهم ترجعين، فما تجاسر الرشيد أن يردها. فلما سلمت قال: أي لغة هذه؟ فقلت: إن الجواد قد يعثر. فقال: أما هذا فنعم. و قال بعضهم: لقيت الكسائي فإذا هو مهموم، فقلت: ما لك؟ فقال: إن يحيى بن خالد قد وجه إليّ ليسألني عن أشياء فأخشى من الخطأ، فقلت: قل ما شئت فأنت الكسائي، فقال: قطعه اللَّه- يعني لسانه- إن قلت ما لم أعلم. و قال الكسائي يوما قلت لنجار: بكم هذان البابان؟ فقال: بسالجيان يا مصفعان.

توفي الكسائي في هذه السنة على المشهور، عن سبعين سنة. و كان في صحبة الرشيد ببلاد الري‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست