responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 19

فلو كان لي رزق لديه لنلته‌* * * و لكنه أمر من الواحد الفرد

فرده إلى خالد و أعلمه بما كان يقول فأمر له بعشرة آلاف درهم. و قال الأصمعي: سأل أعرابى خالدا القسري أن يملأ له جرابه دقيقا فأمر بمثله له دراهم، فقيل للأعرابي حين خرج: ما فعل معك؟ فقال: سألته بما أشتهى فأمر لي بما يشتهي هو. و قال بعضهم: بينما خالد يسير في موكبه إذ تلقاه أعرابى فسأله أن يضرب عنقه، فقال ويحك و لم؟ أقطعت السبيل؟ أ أخرجت يدا من طاعة؟

فكل ذلك يقول لا! قال: فلم؟ قال: من الفقر و الفاقة. فقال: سل حاجتك، قال ثلاثين ألفا. فقال خالد: ما ربح أحد مثل ما ربحت اليوم، إني وضعت في نفسي أن يسألنى مائة ألف فسأل ثلاثين فربحت سبعين. ارجعوا بنا اليوم، و أمر له بثلاثين ألفا. و كان إذا جلس يوضع [المال‌] بين يديه و يقول: إن هذه الأموال ودائع لا بد من تفرقتها. و سقط خاتم لجاريته رابعة يساوى ثلاثين ألفا، في بالوعة الدار، فسألت أن تؤتى بمن يخرجه، فقال: إن يدك أكرم على من أن تلبسه بعد ما صار إلى هذا الموضع القذر، و أمر لها بخمسة آلاف دينار بدله. و قد كان لرابعة هذه من الحلي شي‌ء عظيم، من جملة ذلك ياقوتة و جوهرة، كل واحدة بثلاثة و سبعين ألف دينار.

و قد روى البخاري في كتاب أفعال العباد، و ابن أبى حاتم في كتاب السنة، و غير واحد ممن صنف في كتب السنة أن خالد بن عبد اللَّه القسري خطب الناس في عيد أضحى فقال: أيها الناس، ضحوا يقبل اللَّه ضحاياكم، فانى مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن اللَّه لم يتخذ إبراهيم خليلا، و لم يكلم موسى تكليما، تعالى اللَّه عما يقول الجعد بن درهم علوا كبيرا. ثم نزل فذبحه في أصل المنبر.

قال غير واحد من الأئمة: كان الجعد بن درهم من أهل الشام، و هو مؤدب مروان الحمار، و لهذا يقال له مروان الجعديّ، فنسب إليه، و هو شيخ الجهم بن صفوان الّذي تنسب إليه الطائفة الجهمية الذين يقولون إن اللَّه في كل مكان بذاته، تعالى اللَّه عما يقولون علوا كبيرا. و كان الجعد بن درهم قد تلقى هذا المذهب الخبيث عن رجل يقال له أبان بن سمعان، و أخذه أبان عن طالوت ابن أخت لبيد ابن أعصم، عن خاله لبيد بن أعصم اليهودي الّذي سحر النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) في مشط و ماشطة و جف طلعة ذكر له، و تحت راعوفة ببئر ذي اروان الّذي كان ماؤها نقاعة الحناء. و قد ثبت الحديث بذلك في الصحيحين و غيرهما. و جاء في بعض الأحاديث أن اللَّه أنزل بسبب ذلك سورتي المعوذتين.

و قال أبو بكر بن أبى خيثمة: حدثنا محمد بن يزيد الرفاعيّ سمعت أبا بكر بن عياش قال: رأيت خالدا القسري حين أتى بالمغيرة و أصحابه، و قد وضع له سرير في المسجد، فجلس عليه ثم أمر برجل من أصحابه فضربت عنقه ثم قال للمغيرة: أحيه و كان المغيرة يزعم أنه يحيى الموتى فقال: و اللَّه أصلحك اللَّه ما أحيى الموتى. قال: لتحيينه أو لأضربن عنقك. قال: و اللَّه ما أقدر على ذلك. ثم أمر

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست