responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 187

و رابعة العدوية

و هي رابعة بنت إسماعيل مولاة آل عتيك، العدوية البصرية العابدة المشهورة. ذكرها أبو نعيم في الحلية و الرسائل، و ابن الجوزي في صفوة الصفوة، و الشيخ شهاب الدين السهروردي في المعارف، و القشيري. و أثنى عليها أكثر الناس، و تكلم فيها أبو داود السجستاني، و اتهمها بالزندقة، فلعله بلغه عنها أمر. و أنشد لها السهروردي في المعارف:

إني جعلتك في الفؤاد محدثي‌* * * و أبحت جسمي من أراد جلوسي‌

فالجسم مني للجليس مؤانس‌* * * و حبيب قلبي في الفؤاد أنيسي‌

و قد ذكروا لها أحوالا و أعمالا صالحة، و صيام نهار و قيام ليل، و رئيت لها منامات صالحة فاللَّه أعلم. توفيت بالقدس الشريف و قبرها شرقيه بالطور. و اللَّه أعلم.

ثم دخلت سنة ست و ثمانين و مائة

فيها خرج علي بن عيسى بن ماهان من مرو لحرب أبي الخصيب إلى نسا فقاتله بها، و سبى نساءه و ذراريه. و استقامت خراسان. و حج بالناس فيها الرشيد و معه ابناه محمد الأمين، و عبد اللَّه المأمون، فبلغ جملة ما أعطى لأهل الحرمين ألف ألف دينار و خمسين ألف دينار، و ذلك أنه كان يعطي الناس فيذهبون إلى الأمين فيعطيهم، فيذهبون إلى المأمون فيعطيهم. و كان إلى الأمين ولاية الشام و العراق، و إلى المأمون من همدان إلى بلاد المشرق. ثم تابع الرشيد لولده القاسم من بعد ولديه، و لقبه المؤتمن، و ولاه الجزيرة و الثغور و العواصم، و كان الباعث له على ذلك أن ابنه القاسم هذا كان في حجر عبد الملك بن صالح، فلما بايع الرشيد لولديه كتب إليه:-

يا أيّها الملك الّذي‌* * * لو كان نجما كان سعدا

اعقد لقاسم بيعة* * * و اقدح له في الملك زندا

فاللَّه فرد واحد* * * فاجعل ولاة العهد فردا

ففعل الرشيد ذلك، و قد حمده قوم على ذلك، و ذمه آخرون. و لم ينتظم للقاسم هذا أمر،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست