responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 160

عن أبيه على بن عبد اللَّه بن عباس قال: من أهان قريشا أهانه اللَّه، و أنت يا عدو اللَّه لم ترض بأن آذيت قريشا حتى تخطيت إلى ذكر رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)؟ اضربوا عنقه. فما برحنا حتى قتل.

توفى الهادي في ربيع الأول من هذه السنة، و صلى عليه أخوه هارون، و دفن في قصر بناه و سماه الأبيض بعيساباذ من الجانب الشرقي من بغداد، و كان له من الولد تسعة، سبعة ذكور و ابنتان، فالذكور جعفر، و عباس، و عبد اللَّه، و إسحاق، و إسماعيل، و سليمان، و موسى الأعمى، الّذي ولد بعد وفاته فسمى باسم أبيه. و البنتان هما أم عيسى التي تزوجها المأمون، و أم العباس تلقب توبة.

خلافة هارون الرشيد بن المهدي‌

بويع له بالخلافة ليلة مات أخوه، و ذلك ليلة الجمعة للنصف من ربيع الأول سنة سبعين و مائة و كان عمر الرشيد يومئذ ثنتان و عشرين سنة، فبعث إلى يحيى بن خالد بن برمك فأخرجه من السجن، و قد كان الهادي عزم تلك الليلة على قتله و قتل هارون الرشيد، و كان الرشيد ابنه من الرضاعة، فولاه حينئذ الوزارة، و ولى يوسف بن القاسم بن صبيح كتابة الإنشاء. و كان هو الّذي قام خطيبا بين يديه حتى أخذت البيعة له على المنبر بعيساباذ، و يقال إنه لما مات الهادي في الليل جاء يحيى ابن خالد بن برمك إلى الرشيد فوجده نائما فقال: قم يا أمير المؤمنين. فقال له الرشيد: كم تروعنى، لو سمعك هذا الرجل لكان ذلك أكبر ذنوبي عنده؟ فقال: قد مات الرجل. فجلس هارون فقال:

أشر على في الولايات. فجعل يذكر ولايات الأقاليم لرجال يسميهم فيوليهم الرشيد، فبينما هما كذلك إذ جاء آخر فقال: أبشر يا أمير المؤمنين فقد ولد لك الساعة غلام. فقال: هو عبد اللَّه و هو المأمون. ثم أصبح فصلى على أخيه الهادي، و دفنه بعيساباذ، و حلف لا يصلى الظهر إلا ببغداد. فلما فرغ من الجنازة أمر بضرب عنقه أبى عصمة القائد لأنه كان مع جعفر بن الهادي، فزاحموا الرشيد على جسر فقال أبو عصمة: اصبر وقف حتى يجوز ولى العهد. فقال الرشيد: السمع و الطاعة للأمير. فجاز جعفر و. أبو عصمة و وقف الرشيد مكسورا ذليلا. فلما ولى أمر بضرب عنق أبى عصمة، ثم سار إلى بغداد. فلما انتهى إلى جسر بغداد استدعى بالغواصين فقال إني سقط منى هاهنا خاتم كان والدي المهدي قد اشتراه لي بمائة ألف، فلما كان من أيام بعث إلى الهادي يطلبه فألقيته إلى الرسول فسقط هاهنا. فغاص الغواصون وراءه فوجدوه فسر به الرشيد سرورا كثيرا. و لما ولى الرشيد يحيى بن خالد الوزارة قال له: قد فوضت إليك امر الريعة و خلعت ذلك من عنقي و جعلته في عنقك، فول من رأيت و اعزل من رأيت. ففي ذلك يقول إبراهيم بن الموصلي:-

أ لم تر أن الشمس كانت سقيمة* * * فلما ولى هارون أشرق نورها

بيمن أمين اللَّه هارون ذي الندى‌* * * فهارون واليها و يحيى وزيرها

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست