responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 156

قال: فبلغ ذلك المهدي فأعطاه بدل كل درهم دينارا. و بالجملة فان للمهدي مآثر و محاسن كثيرة، و قد كانت وفاته بماسبذان، كان قد خرج إليها ليبعث إلى ابنه الهادي ليحضر إليه من جرجان حتى يخلعه من ولاية العهد و يجعله بعد هارون الرشيد، فامتنع الهادي من ذلك، فركب المهدي إليه قاصدا إحضاره، فلما كان بماسبذان مات بها. و كان قد رأى في النوم و هو بقصره ببغداد- المسمى بقصر السلامة- كأن شيخا وقف بباب القصر، و يقال إنه سمع هاتفا يقول:-

كأنى بهذا القصر قد باد أهله‌* * * و أوحش منه ربعه و منازله‌

و صار عميد القوم من بعد بهجة* * * و ملك إلى قبر عليه جنادله‌

و لم يبق إلا ذكره و حديثه‌* * * تنادى عليه معولات حلائله‌

فما عاش بعدها إلا عشرا حتى مات. و روى أنه لما قال له الهاتف:-

كأنى بهذا القصر قد باد أهله‌* * * و قد درست أعلامه و منازله‌

فأجابه المهدي:

كذاك أمور الناس يبلى جديدها* * * و كل فتى يوما ستبلى فعائله‌

فقال الهاتف:

تزود من الدنيا فإنك ميت‌* * * و إنك مسئول فما أنت قائله‌

فأجابه المهدي:

أقول بأن اللَّه حق شهدته‌* * * و ذلك قول ليس تحصى فضائله‌

فقال الهاتف:

تزود من الدنيا فإنك راحل‌* * * و قد أزف الأمر الّذي بك نازل‌

فأجابه المهدي:

متى ذاك خبرني هديت فاننى‌* * * سأفعل ما قد قلت لي و أعاجله‌

فقال الهاتف:

تلبث ثلاثا بعد عشرين ليلة* * * إلى منتهى شهر و ما أنت كامله‌

قالوا: فلم يعش بعدها إلا تسعا و عشرين يوما حتى مات (رحمه اللَّه تعالى).

و قد ذكر ابن جرير اختلافا في سبب موته، فقيل إنه ساق خلف ظبى و الكلاب بين يديه فدخل الظبي إلى خربة فدخلت الكلاب وراءه و جاء الفرس فحمل بمشواره فدخل الخربة فكسر ظهره، و كانت وفاته بسبب ذلك. و قيل إن بعض حظاياه بعثت إلى أخرى لبنا مسموما فمر الرسول بالمهديّ فأكل منه فمات. و قيل بل بعثت إليها بصينية فيها الكمثرى و في أعلاها واحدة كبيرة مسمومة، و كان المهدي يعجبه الكمثرى، فمرت به الجارية و معها تلك الصينية فأخذ التي في أعلاها فأكلها فمات من ساعته، فجعلت الحظية تندبه و تقول: و أمير المؤمنيناه، أردت أن يكون لي وحدي فقتلته بيدي. و كانت وفاته في المحرم من هذه السنة- أعنى سنة تسع و ستين و مائة- و له من العمر ثلاث و أربعون سنة على المشهور، و كانت خلافته عشر سنين و شهرا و كسورا، و رثاه الشعراء بمراثي كثيرة قد ذكرها ابن جرير و ابن عساكر.

و فيها توفى عبيد اللَّه بن زياد، و نافع بن عمر الجمحيّ، و نافع بن أبى نعيم القاري‌

.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست