responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 237

العالمين. قال البخاري في آخره (و لا أقول إن أحدا خير من يونس بن متى) أي ليس لأحد أن يفضل نفسه على يونس* و القول الآخر لا ينبغي لأحد أن يفضلني على يونس بن متى كما قد ورد في بعض الأحاديث لا تفضلوني على الأنبياء و لا على يونس بن متى* و هذا من باب الهضم و التواضع منه (صلوات اللَّه و سلامه عليه) و على سائر أنبياء اللَّه و المرسلين‌

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة و التسليم‌

و هو موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوى بن يعقوب بن سحق بن إبراهيم (عليهم السلام) قال تعالى‌ وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى‌ إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَ نادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَ قَرَّبْناهُ نَجِيًّا. وَ وَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا و قد ذكره اللَّه تعالى في مواضع كثيرة متفرقة من القرآن* و ذكر قصته في مواضع متعددة مبسوطة مطولة و غير مطولة و قد تكلمنا على ذلك كله في مواضعه من التفسير و سنورد سيرته هاهنا من ابتدائها الى آخرها من الكتاب و السنة و ما ورد في الآثار المنقولة من الإسرائيليات التي ذكرها السلف و غيرهم إن شاء اللَّه و به الثقة و عليه التكلان* قال اللَّه تعالى‌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى‌ وَ فِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَ يَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ. وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ‌ يذكر تعالى ملخص القصة ثم يبسطها بعد هذا فذكر أنه يتلو على نبيه خبر موسى و فرعون بالحق أي بالصدق الّذي كأن سامعه مشاهد للامر معاين له‌ (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً) أي تجبر و عتا و طغى و بغى و آثر الحياة الدنيا و أعرض عن طاعة الرب الأعلى و جعل أهلها شيعا أي قسم رعيته الى أقسام و فرق و أنواع يستضعف طائفة منهم و هم شعب بنى إسرائيل الذين هم من سلالة نبي اللَّه يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل اللَّه و كانوا إذ ذاك خيار أهل الأرض* و قد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافر الفاجر يستعبدهم و يستخدمهم في أخس الصنائع و الحرف و ارداها و أدناها و مع هذا (يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَ يَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) و كان الحامل له على هذا الصنيع القبيح أن بنى إسرائيل كانوا يتدارسون فيما بينهم ما يأثرونه عن إبراهيم (عليه السلام) من أنه سيخرج من ذريته غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه و ذلك و اللَّه أعلم حين كان جرى على سارة امرأة الخليل من ملك مصر من إرادته إياها على السوء و عصمة اللَّه لها* و كانت هذه البشارة مشهورة في بنى إسرائيل‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست