responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 155

بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ. رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ‌ و جعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل و تشرب من ذلك الماء حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت و عطش ابنها و جعلت تنظر اليه يلتوى أو قال يتلبط فانطلقت كراهية أن تنظر اليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف ذراعها ثم سعت سعى الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها و نظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع مرات*

قال ابن عباس قال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ فلذلك سعى الناس بينهما.

فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت صه تريد نفسها.

ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت قد أسمعت إن كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تخوضه و تقول بيدها هكذا و جعلت تغرف من الماء في سقائها و هي تفور بعد ما تغرف*

قال ابن عباس قال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ (يرحم اللَّه أم إسماعيل لو تركت زمزم) أو قال (لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا)

فشربت و أرضعت ولدها فقال لها الملك لا تخافي الضيعة فان هاهنا بيت اللَّه يبنى هذا الغلام و أبوه و ان اللَّه لا يضيع أهله و كان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه و عن شماله فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كذا فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا فقالوا ان هذا الطائر ليدور على الماء لعهدنا بهذا الوادي و ما فيه ماء فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء فاقبلوا قال و أم إسماعيل عند الماء فقالوا تأذنين لنا ان ننزل عندك قالت نعم و لكن لا حق لكم في الماء قالوا نعم*

قال عبد اللَّه بن عباس قال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ فالقى ذلك أم إسماعيل و هي تحب الانس‌

فنزلوا و أرسلوا الى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم و شب الغلام و تعلم العربية منهم و أنفسهم و أعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه امرأة منهم و ماتت أم إسماعيل فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته فقالت خرج يبتغى لنا. ثم سألها عن عيشهم و هيئتهم فقالت نحن بشر في ضيق و شدة و شكت اليه* قال فإذا جاء زوجك اقرئى (عليه السلام) و قولي له يغير عتبة بابه فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا فقال هل جاءكم من أحد فقالت نعم جاءنا شيخ كذا و كذا فسألنا عنك فأخبرته و سألني كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد و شدة. قال فهل أوصاك بشي‌ء قالت نعم أمرنى أن أقرأ عليك السلام و يقول لك غير عتبة بابك قال ذاك أبى و أمرنى أن أفارقك فالحقى بأهلك فطلقها و تزوج منهم أخرى و لبث عنهم إبراهيم ما شاء اللَّه* ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغى لنا قال كيف أنتم و سألها عن عيشهم و هيئتهم فقالت نحن بخير و سعة و أثنت على اللَّه فقال ما طعامكم قالت اللحم قال فما شرابكم قالت الماء. قال اللَّهمّ بارك لهم في اللحم و الماء.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست