و لما لم يبق مع الحسين إلا أهل بيته عزموا على ملاقاة الحتوف ببأس شديد و حفاظ مر و نفوس أبية و أقبل بعضهم يودع بعضا [1] و أول من تقدم أبو الحسن [2] علي الأكبر [3] و عمره سبع و عشرون سنة فإنه ولد في الحادي عشر من شعبان سنة ثلاث و ثلاثين من الهجرة [4] و كان مرآة الجمال النبوي و مثال خلقه السامي و انموذجا من منطقه البليغ و إذا كان شاعر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول فيه:
و أحسن منك لم تر قط عيني # و أجمل منك لم تلد النساء
[2] ذكرنا في رسالة «علي الأكبر» ص 14 الرواية عن أبي الحسن الرضا 7 أنه كان متزوجا من أم ولد فلعل الكنية بأبي الحسن من جهة ولد له منها اسمه الحسن كما يقتضيه التسمية بأم ولد مع أن زيارته المروية في كامل الزيارات ص 239 تؤكده. قال الصادق في تعليم أبي حمزة قل: «صلى اللّه عليك و على عترتك و أهل بيتك و آبائك و ابنائك و أمهاتك الأخيار الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» و الأبناء جمع، أقله اثنان.
[3] في رسالتنا «علي الأكبر» ذكرنا نصوص المؤرخين على أنه أكبر من السجاد 7 و سيأتي في الحوادث بعد الشهادة اعتراف زين العابدين به في المحاورة الجارية بينه و بين ابن زياد.
[4] أنيس الشيعة-مخطوط-للسيد محمد عبد الحسين الجعفري الحائري ألفه باسم السلطان فتح علي شاه.
[5] في مقاتل الطالبيين ص 32 أنها قيلت في علي الأكبر.