هذه نماذج ذكرناها ليعلم أن من سيرة علمائنا الأبرار و في رأس وظائفهم الذبّ عن حريم الدين و القيام امام كل من يريد تضعيف الإسلام و القاء الشبهة أو البدعة فيه.
*** سيّدنا المؤلّف في اتجاهاته الدفاعيّة
و في هذا المضمار فانّ سيدنا المؤلّف من أشدّ المدافعين عن حريم الدين في شتّى الجهات و من المجاهدين في سبيل إحياء أمر أهل البيت : كما سيأتي بيانه في ترجمته إنشاء اللّه.
و يكفي في اهتمامه بهذا الشأن تأليفه هذين الكتابين الممثّلين أمام القارئ بالإضافة إلى كتاب مفقود سنبحث عنها، كلّها جوابا عمّا قرع سمعه من شبهة واحدة ألقاها بعض المخالفين و انكر تسمية رسول اللّه 6 لمولانا عليّ 7 ب «أمير المؤمنين» في حياته.
فالسيّد- بعد ما تجاوز عمره السبعين و خلال السنين الثلاثة الأخيرة من عمره الشريف- لمّا سمع ما ادّعاه الرجل احسّ بالتكليف الواجب و رآه في اهمّ وظائفه التي كانت تحيط به، و هو المرجع الكبير للشيعة و الزعيم لعلمائها في زمانه، فقدّمه على ساير ما يهمّ عند غيره و اشتغل بتأليف هذه الكتب الثلاثة لردّ تشنيع الرجل على أمر ربّما لا يدرك أهمّيته كثير ممّن لا يعرف أسس الدين و أصول الإسلام.
و الذي دعا السيّد إلى هذا الاهتمام هو الدفاع عن مذهب الشيعة الذين هم تلاميذ مدرسة أهل البيت : و الدفاع عن الإمام بعد رسول اللّه 6، بل الدفاع عن الرسول الأعظم حيث كذّب الرجل نبي اللّه فانّه انكر تسميته 6 لعليّ 7 ب «أمير المؤمنين».