responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 80

الصاحب ، فناولها له ، وعند حصولها في يده قام من غير إشعار لأحد بما دار من إرادة القيام في خلده ، سترا لما ظهر عليه من الرقة على الموالي الأولاد ، وكتما لما عليه من الوجد بهم والمحبّة لهم ، وانفضّ المجلس.

وإنما حمل الصاحب على هذا الفعل الذي غرّر بي فيه وخاطر بي بالتعريض له أشياء كان يقترحها عليّ فأنفذ فيها من بين يديه ، ويخف الأمر منها عليّ لدالّتي عليه ، منها أنني كنت في خدمته سنة ٥٩٩ بدمشق ، فورد عليه كتاب من الملك المنصور محمد ابن الملك المظفر تقي الدين صاحب حماة ، وقد بعث صحبته نسخة من ديوان شعره فتشاغل بتسويد جواب كتابه ، فلمّا كتب بعضه التفت إليّ وقال : اصنع أبياتا أكتبها إليه في صدر الجواب ، واذكر فيها شعره ، فقلت له : على مثل هذه الحال؟ فقال : نعم ، فقلت بقدر ما أنجز بقية النسخة : [الطويل]

أيا ملكا قد أوسع الناس نائلا

وأغرقهم بذلا وعمّهم عدلا

فديناك هب للناس فضلا يزينهم

فقد حزت دون الناس كلّهم الفضلا

ودونك فامنحهم من العلم والحجا

كما منحتهم كفّك الجود والبذلا

إذا حزت أوفى الفضل عفوا فما الذي

تركت لمن كان القريض له شغلا [١]

وما ذا عسى من ظلّ بالشعر قاصدا

لبابك أن يأتي به جلّ أو قلّا

فلا زلت في عزّ يدوم ورفعة

تحوز ثناء يملأ الوعر والسّهلا

ووقع لابن ظافر أيضا من هذا النمط أنه دخل في أصحاب له يعودون صاحبا لهم ، وبين يديه بركة قد راق ماؤها ، وصحت سماؤها ، وقد رصّ تحت دساتيرها نارنج فتن قلوب الحضّار ، وملأ بالمحاسن عيون النظّار [٢] ، فكأنما رفعت صوالج فضّة على كرات من النّضار [٣] ، فأشار الحاضرون إلى وصفها ، فقال بديها : [الكامل]

أبدعت يا ابن هلال في فسقيّة

جاءت محاسنها بما لم يعهد

عجبا لأمواه الدساتير التي

فاضت على نارنجها المتوقّد [٤]

فكأنهنّ صوالج من فضّة

رفعت لضرب كرات خالص عسجد

ومن بديع الارتجال ما حكاه المذكور عن ابن قلاقس الإسكندري رحمه الله تعالى إذ


[١] القريض : الشعر.

[٢] النظّار : المشاهدون.

[٣] النضار : الذهب.

[٤] الأمواه : جمع ماء.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست