responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 77

من حضر الهناء ، من الفقهاء بالثغر والعلماء ، والمشايخ والكبراء ، وجماعة الديوان والأمراء ، واتّفق أن كان اليوم من أيام الجلوس لإمضاء الأحكام والعرض لطوائف الأجناد ، فلم يبق أحد من أهل البلد ولا من أهل المعسكر إلّا حضر مهنّيا ، ومثل شاكرا وداعيا ، فحين غصّ المجلس بأهله ، وشرق بجمع السلطان وحفله ، وخرج مولانا السلطان إلى مجلسه ، واستقرّ في دسته ، أخرج من بركة قبائه كتابا ناوله للصاحب الأجلّ صفي الدين أبي محمد عبد الله بن علي وزير دولته ، وكبير جملته ، وهو مفضوض الختام ، مفكوك الفدام ، ففتحه فإذا فيه قطعة وردت من المولى الملك المعظّم كتبها إليه يتشوّقه ويستعطفه لزيارته ، ويرقّقه ويستحثّه على عود ركابه إلى بلاد الشام ، للمثاغرة [١] بها ، وقمع عدوّها ، ويعرض بذكر مصر وشدّة حرّها ، ووقد جمرها ، وذلك بعد أن كان وصل إلى خدمته بالثغر ثم رجع إليها ، والأبيات : [الكامل]

أروي رماحك من نحور عداكا

وانهب بخيلك من أطاع سواكا

واركب خيولا كالثعالي شزّبا

واضرب بسيفك من يشقّ عصاكا

واجلب من الأبطال كلّ سميدع

يفري بعزمك كلّ من يشناكا [٢]

واسترعف السّمر الطوال وروّها

واسق المنيّة سيفك السّفّاكا

وسر الغداة إلى العداة مبادرا

بالضرب في هام العدوّ دراكا [٣]

وانكح رماحك للثغور فإنها

مشتاقة أن تبتني بعلاكا

فالعزّ في نصب الخيام على العدا

تردي الطّغاة وتدفع الملّاكا

والنصر مقرون بهمّتك التي

قد أصبحت فوق السّماك سماكا

فإذا عزمت وجدت من هو طائع

وإذا نهضت وجدت من يخشاكا

والنصر في الأعداء يوم كريهة

أحلى من الكأس الذي روّاكا

والعجز أن تضحي بمصر راهنا

وتحلّ في تلك العراص عراكا

فأرح حشاشتك الكريمة من لظى

مصر لكي نحظى الغداة بذاكا

فلقد غدا قلبي عليك بحرقة

شغفا ولا حرّ البلاد هناكا

وانهض إلى راجي لقاك مسارعا

فمناه من كلّ الأمور لقاكا


[١] في أ«للمثاعرة». وفي ب «للمشاغرة». وليسا بشيء. والمثاغرة : المرابطة في الثغور ضد العدو.

[٢] السميدع : الشجاع. ويشناك : أصلها يشنؤك ، أي يكرهك ، وخفف الهمزة لضرورة القافية.

[٣] دراكا : متلاحقا.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست