responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 379

الناصر جلس في جماعة من خواصه ومعهم أبو القاسم لب ، وكان يعدّه للمجون والتطايب ، فقال له : اهج عبد الملك بن جهور ، يعني أحد وزرائه ، فقال : أخافه ، فقال لعبد الملك : فاهجه أنت ، فقال : أخاف على عرضي منه ، فقال : أهجوه أنا وأنت ، ثم صنع : [السريع]

لبّ أبو القاسم ذو لحية

طويلة أزرى بها الطول [١]

فقال عبد الملك : [السريع]

وعرضها ميلان إن كسّرت

والعقل مأفون ومخبول [٢]

فقال الناصر للبّ : اهجه فقد هجاك ، فقال بديها : [السريع]

قال أمين الله في عصرنا

لي لحية أزرى بها الطول

وابن جهير قال قول الذي

مأكله القرضيل والفول [٣]

لو لا حيائي من إمام الهدى

نخست بالمنخس شو ...

ثم سكت ، فقال له الناصر : هات تمام البيت ، فامتنع ، فقال له «قولو» تمام البيت ، كلمة قالها الناصر مسترسلا غير متحفّظ من زيادة الواو وإبدال الهاء واوا ، إذ صوابها «قله» على حكم المشي مع الطبع والراحة من التكلّف ، فقال لب : يا مولانا ، أنت هجوته ، ففطن الناصر والحاضرون ، وضحكوا ، وأمر له بجائزة.

والقرضيل : شوك له ورق عريض تأكله البقر ، وقوله «شو» اسم لذكر الرجل بالرومية ، و «قولو» اسم للاست بها ، فكأنه قال : لو لا حيائي من إمام الهدى نخست بالمنخس ـ الذي هو الذّكر ـ استه.

وقال ابن ظافر [٤] : أخبرني من أثق به قال : اجتمع الوزير أبو بكر بن القبطرنة والأستاذ أبو العباس ابن صارة في يوم جلا ذهب برقه ، وأذاب ورق ودقه [٥] ، والأرض قد ضحكت لتعبيس السماء ، واهتزّت وربت عند نزول الماء ، فترافدا في صفتها ، فقال ابن صارة : [الكامل]

هذي البسيطة كاعب أبرادها

حلل الربيع وحليها النوّار


[١] في أ : «كبيرة في طولها ميل» وقد أثبتنا ما في ب ، ه.

[٢] في ج : «مأبون ومخبول». وفيه تحريف.

[٣] في ب ، ه : «مأكوله القرضيل والفول».

[٤] انظر البدائع ج ١ ص ١٨٦.

[٥] الودق : المطر.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست