responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 371

فزاد طربه وسروره بحسن ارتجاله ، وأمر له بجائزة سنيّة.

قال علي بن ظافر : وأخبرني أيضا أنّ سبب اشتهار ابن جاخ هذا أنّ الوزير أبا بكر بن عمار كان كثير الوفادة على ملوك الأندلس ، لا يستقرّ ببلدة [١] ، ولا يستفزّه عن وطره [٢] وطن ، وكان كثير التطلّب لما يصدر عن أرباب المهن ، من الأدب الحسن [٣] ، فبلغه خبر ابن جاخ هذا قبل اشتهاره ، فمرّ على حانوته وهو آخذ في صناعة صباغته [٤] ، والنيل قد جرّ على يديه ذيلا ، وأعاد نهارهما ليلا ، فأراد أن يعلم سرعة خاطره ، فأخرج زنده ويده بيضاء من غير سوء ، وأشار إلى يده ، وقال : [المجتث]

كم بين زند وزند؟

فقال :

ما بين وصل وصدّ

فعجب من حسن ارتجاله ، ومبادرة العمل واستعجاله ، وجذب بضبعه ، وبلغ من الإحسان إليه غاية وسعه.

وبلغني أيضا أنه دخل سرقسطة فبلغه خبر يحيى القصّاب السرقسطي ، فمرّ عليه ، ولحم خرفانه [٥] بين يديه ، فأشار ابن عمار إلى اللحم ، وقال : [المنسرح]

لحم سباط الخرفان مهزول

فقال :

يقول للمفلسين مه زولوا [٦]


[١] في ب : «لا يستقر ببلد». وكلاهما صحيح لورودهما في القرآن الكريم (إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ) [النمل : ٩١] وقوله (فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ) [فاطر : ٩].

[٢] وطره : حاجته وهمته.

[٣] في ه : «من الأدب المحسن».

[٤] في ه : «صباغه».

[٥] في ه : «ولحم جزوره بين يديه».

[٦] في ب ، ه : «يقول يا مشترين مه زولوا».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست