responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 356

إنما المرء بما قدّمه

فتخيّر بين ذمّ وثنا

لا تكن بالدهر ، غرا وإذا

كنت فانظر فعله في ملكنا

كلّ ما خوّلت منه ذاهب

إنما تصحب منه الكفنا [١]

مدّ كفا نحو كفّ طالما

أمطرت منه السحاب الهتنا [٢]

أو أرحني بجواب مؤيس

فمطال البرّ من شرّ العنا

فلم يعطه شيئا ، وكان له كاتب فتحيّل في خمسين درهما فأعطاها له ، فلما سمع الوزير بذلك طرده ، وقال له : من أنت حتى تحمّل نفسك هذا وتعطيه؟ قال : فو الله ما لبث إلّا قليلا حتى مات الوزير ، وتزوّج الكاتب بزوجته ، وسكن في داره ، وتخوّل في نعمته ، فحملني ذلك على أن كتبت بالفحم في حائط داره : [الطويل]

أيا دار ، قولي أين ساكنك الذي

أبى لؤمه أن يترك الشّكر خالدا

تسمّى وزيرا والوزارة سبّة

لمن قد أبى أن يستفيد المحامدا

وولّى ولكن ليس يبرح ذمّه

فها هو قد أرضى عدوّا وناقدا

وأضحى وكيل كان يأنف فعله

نزيلك في الحوض الممنّع واردا

جزاء بإحسان لذا وإساءة

لذاك ، وساع ورّث الحمد قاعدا

والمثل السائر في هذا «ربّ ساع لقاعد».

وقال سليمان بن المرتضى بن محمد بن عبد الملك بن الناصر ، وكان في غاية الجمال ، ويلقّب بالغزال : [الكامل]

قدم الربيع عليك بعد مغيب

فتلقّه بسلافة وحبيب [٣]

فصل جديد فلتجدّد حالة

يأتي الزمان بها على المرغوب

الجوّ طلق فالقه بطلاقة

وإذا تقطّب فالقه بقطوب [٤]

لله أيام ظفرت بها ومن

أهواه منقاد بغير رقيب


[١] في ب : «والذي تصحب منه الكفنا».

[٢] السحاب الهتن : السحاب الممطر المنسكب.

[٣] السّلافة : بضم السين ـ الخمر.

[٤] القطوب : العبوس.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست