فلم يعطه شيئا ، وكان له كاتب فتحيّل في خمسين درهما فأعطاها له ، فلما سمع الوزير بذلك طرده ، وقال له : من أنت حتى تحمّل نفسك هذا وتعطيه؟ قال : فو الله ما لبث إلّا قليلا حتى مات الوزير ، وتزوّج الكاتب بزوجته ، وسكن في داره ، وتخوّل في نعمته ، فحملني ذلك على أن كتبت بالفحم في حائط داره : [الطويل]
أيا دار ، قولي أين ساكنك الذي
أبى لؤمه أن يترك الشّكر خالدا
تسمّى وزيرا والوزارة سبّة
لمن قد أبى أن يستفيد المحامدا
وولّى ولكن ليس يبرح ذمّه
فها هو قد أرضى عدوّا وناقدا
وأضحى وكيل كان يأنف فعله
نزيلك في الحوض الممنّع واردا
جزاء بإحسان لذا وإساءة
لذاك ، وساع ورّث الحمد قاعدا
والمثل السائر في هذا «ربّ ساع لقاعد».
وقال سليمان بن المرتضى بن محمد بن عبد الملك بن الناصر ، وكان في غاية الجمال ، ويلقّب بالغزال : [الكامل]