responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 335

حتى إنه دفع مرة في موكب النصارى ، فصرع منهم وقتل ، وظهر منه ما أعجبت به نفسه ، فقال لشخص من خواصّه عالم بأمور الحرب : كيف رأيت؟ فقال : لو رآك السلطان لزاد فيما لك في بيت المال ، وأعلى مرتبتك ، أمن يكون رأس جيش يقدم هذا الإقدام ، ويتعرّض بهلاك نفسه إلى هلاك من معه ، فقال له : دعني فإني لا أموت مرتين ، وإذا متّ أنا فلا عاش من بعدي.

ومن حكاياتهم في الظرف [١] : أنّ القاضي أبا عبد الله محمد بن عيسى من بني يحيى بن يحيى خرج إلى حضور جنازة ، وكان لرجل من إخوانه منزل بقرب مقبرة قريش ، فعزم عليه في الميل إليه ، فنزل وأحضر له طعاما ، وغنّت جارية : [الكامل]

طابت بطيب لثاتك الأقداح

وزها بحمرة وجهك التفاح [٢]

وإذا الربيع تنسّمت أرواحه

نمّت بعرف نسيمك الأرواح

وإذا الحنادس ألبست ظلماءها

فضياء وجهك في الدّجى مصباح [٣]

فكتبها القاضي طربا على ظهر يده.

قال الراوي : فلقد رأيته يكبّر على الجنازة والأبيات على ظهر يده.

ومن حكاياتهم في البلاغة : ما ذكره في «المطمح» أن أبا الوليد بن عيال [٤] لمّا انصرف من الحجّ اجتمع مع أبي الطيب في مسجد عمرو بن العاص بمصر ، ففاوضه قليلا ، ثم قال له : أنشدني لمليح الأندلس ، يعني ابن عبد ربه ، فأنشده : [الكامل]

يا لؤلؤا يسبي العقول أنيقا

ورشا بتعذيب القلوب رفيقا

ما إن رأيت ولا سمعت بمثله

درّا يعود من الحياء عقيقا

وإذا نظرت إلى محاسن وجهه

أبصرت وجهك في سناه غريقا [٥]

يا من تقطّع خصره من رقّة

ما بال قلبك لا يكون رقيقا

فلما كمل إنشادها استعادها ، ثم صفّق بيديه وقال : يا ابن عبد ربه ، لقد تأتيك العراق حبوا ، انتهى.


[١] انظر الجذوة ص ٧٠.

[٢] في ب : «وزهت بحمرة وجهك التفاح».

[٣] الحنادس : جمع حندس ، وهو الليل الشديد الظلمة.

[٤] في ج : «أن الوليد بن عقال» وفي المطمح «أن الوليد بن عباد».

[٥] سناه : ضوؤه.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست