responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 333

يا أبا محمد ، تقدّم ، فقال : معاذ الله أن أسيء الأدب بالتقدّم على أميري ، فقال : فإن كان كذلك فتأخّر مع الخيل ، فقال : مثلي لا يزال على [١] ركابك في مثل هذه المواضع ، فقال له : فقد والله أهلكتني بما ترمي يدا فرسك عليّ من الطين ، فقال : أعزّ الله الأمير [٢]! فو الله ما علمت أنّ يد فرسي تصل إلى عنقك ، فضحك ابن عكاشة حتى كاد يسقط عن مركوبه.

وكان بسرقسطة غلام اسمه يحيى بن يطفت من بني يفرن ، قد نشأ عند ملكها المقتدر بن هود ، وتخلّق بالركوب والأدب ، وكان في غاية الجمال والحلاوة والظّرف فعلق بقلب ابن هود ، وكتم حبّه زمانا فلم ينكتم ، فكتب له : [المجتث]

يا ظبي ، بالله قل لي

متى ترى في حبالي

يمرّ عمري وحالي

من خيبتي منك خالي [٣]

فكتب له الغلام في ظهر الرقعة : [المجتث]

إن كنت ظبيا فأنت ال

هزبر تبغي اغتيالي

وليس يخطر يوما

حلول غيل ببالي [٤]

ثم كتب بعدهما : هذا ما اقتضاه حكم الجواب في النظم ، وأنا بعد قد جعلت رسني بيد سيدي ، فعسى أن يقودني إلى ما أحبّ ، لا ما أكره ، والذي أحبّه أن يكون بيننا من المحبة ما يقضي بدوام الإخلاص ، ونأمن في مغبّته من العار والقصاص ، فتركه مدة ، ثم كتب له يوما على الصورة التي ذكرها : [الكامل]

ما ذا ترى في يوم أمن طرّزت

حلل السّحاب به البروق المذهبه

وأنا وكاسي لا جليس غيره

ملآن لا يخلو إلى أن تشربه

والأنس إن يسّرته متيسّر

ومتى تصعّبه فيا ما أصعبه

فأجابه : [الكامل]

يا مالكا بذّ الملوك بعلمه

وخلاله وعلوّه في المرتبه [٥]

وافى نداك فحرت عند جوابه

إذ ما تضمّن ريبة مستغربه

إنّا إذا نخلو ، تقوّل حاسد

وغدا بهذا الأمر ينصر مذهبه


[١] في ب ، ه : «لا يزال عن ركابك».

[٢] في ب ، ه : «أعز الله الأمير ، يعذرني».

[٣] في ب : «في خيبتي منك خالي».

[٤] الغيل : موضع الأسد.

[٥] بذّ : تفوق وغلب.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست