responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 314

ولست أعشق إلّا

ساجي الجفون رخيم

ومدح هلال البياني ابن حمدين بقصيدة أولها : [الكامل]

عرّج على ذاك الجناب العالي

واحكم على الأموال بالآمال

فيه ابن حمدين الذي لنواله

من كلّ أرض شدّ كلّ رحال

فقال له القاضي : ما هذا الوثوب على المدح من أوّل وهلة ، ألا تدري أنهم عابوا ذلك ، كما عابوا الطول أيضا؟ وأن الأولى التوسّط؟ فقال له : يا سيدي [١] ، اعذرني بما لك في قلبي من الإجلال والمحبّة ، فإني كلّما ابتدأت في مدحك لم يتركني غرامي في اسمك إلى أن أتركه عند أول بيت ، فاستحسن ذلك منه ، وأحسن إليه.

ومن هذه القصيدة :

قاض موال برّه ونواله

فله جميع العالمين موالي [٢]

وكان يهوى وسيما من متأدّبي قرطبة ، فصنع فيه شعرا أنشده منه : [البسيط]

وكّلت عيني برعي النجم في الظّلم

وعبرتي قد غدت ممزوجة بدم [٣]

فقال له الغلام : أنت لا تبرح بكوكب من عينك ليلا ولا نهارا ، وعاشقا وغير عاشق ، فخجل هلال ، وكان على عينه نقطة.

وحكى ابن حيان [٤] أنّ الأمير عبد الرحمن عثرت به دابته وهو سائر في بعض أسفاره ، وتطأطأت ، فكاد يكبو لفيه ، ولحقه جزع ، وتمثّل أثره [٥] بقول الشاعر : [الطويل]

وما لا ترى ممّا يقي الله أكثر

وطلب صدر البيت فعزب عنه ، وأمر بالسؤال عنه فلم يوجد من يحفظه إلّا الكاتب محمد بن سعيد الزجالي ، وكان يلقّب بالأصمعي لذكائه وحفظه ، فأنشد الأمير :

ترى الشيء ممّا يتّقى فتهابه [٦]

فأعجب الأمير ، واستحسن شكله ، فقال له : الزم السرداق. وأعقب ابنا يسمى حامدا.

وحضر مع الوزير عبد الواحد بن يزيد الإسكندراني في مجلس فيه رؤساء ، فعرض عليهم


[١] في ب ، ه : «فقال : يا سيدي».

[٢] موال بره : متابعه. وموالي : عبيد.

[٣] العبرة : الدمعة.

[٤] انظر المغرب ج ١ ص ٣٣٠.

[٥] في ب : «إثره».

[٦] في ج «نرى الشمس مما يتقى فتهابه».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست