وقال : [الخفيف]
غبت عنّا فغاب كلّ جمال
ونأى إذ نأيت كلّ سرور
ثم لمّا قدمت عاودنا الأن
س وقرّت قلوبنا في الصدور
فلو أنّا نجزي البشير بنعمى
لوهبنا حياتنا للبشير
وقال : [السريع]
كم ضيّعت منك المنى حاصلا
كان من الأحزم أن يحفظا
فالفظ بها عنك فمن حقّ ما
يخفي صواب الرأي أن يلفظا
فإن تعلّلت بأطماعها
فإنما تحلم مستيقظا
وقال : [الطويل]
يقولون لي صبرا وإني لصابر
على نائبات الدهر وهي فواجع [١]
سأصبر حتى يقضي الله ما قضى
وإن أنا لم أصبر فما أنا صانع
وقال : [مجزوء الرمل]
بأبي خود شموع
أقبلت تحمل شمعه [٢]
فالتقى نوراهما واخ
تلفا قدرا ورفعه
ومسير الشمس تسته
دي بضوء النجم بدعه
وقال في فرس أشهب : [مخلع البسيط]
وأشهب كالشّهاب أضحى
يلوح في مذهب الجلال
قال حسودي وقد رآه
يخبّ تحتي إلى القتال [٣]
من ألجم الصبح بالثريّا
وأسرج البرق بالهلال
رمتني صروف الدهر بين معاشر
أصحّهم ودّا عدوّ مقاتل
وما غربة الإنسان في غير داره
ولكنها في قرب من لا يشاكل [٤]
[١] صبرا : مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف. والتقدير : اصبر صبرا.
[٢] الشّموع : اللعوب. والخود : المرأة الشابة الناعمة.
[٣] خبّ الفرس : نقل أيامنه وأياسره جميعا في العدو.
[٤] يشاكل : يماثل.