واجتاز بعض الغلمان على أبي بكر بن يوسف ، فسلّم عليه بأصبعه ، فقال أبو بكر في ذلك وأشار في البيت الثالث إلى أنّ والد الغلام كان خطيب البلد : [الكامل]
مرّ الغزال بنا مروعا نافرا
كشبيهه في القفر ريع بصائده
لثم السّلامى في السلام تسترا
ثم انثنى حذر الرقيب لراصده
هلّا تكلّف وقفة لمحبّه
ولو انها قصرا كجلسة والده
وقال أبو القاسم القبتوري [١] : [البسيط]
وا حسرتا لأمور ليس يبلغها
مالي وهنّ منى نفسي وآمالي
أصبحت كالآل لا جدوى لديّ وما
آليت جدّا ولكن جدّي الآلي
وقال أبو الحسن بن الحاج : [الطويل]
كفى حزنا أنّ المشارع جمّة
وعندي إليها غلّة وأوام [٢]
ومن نكد الأيام أن يعدم الغنى
كريم وأنّ المكثرين لئام
وقال أحمد بن أمية البلنسي : [السريع]
قال رئيسي حين فاوضته
وما درى أنّ مقامي عسير
أقم فقلت الحال لا تقتضي
فقال سر قلت جناحي كسير
وقال ابن برطلة : [السريع]
لله ما ألقاه من همّة
لا ترتضي إلّا السّها منزلا
ومن خمول كلّما رمت أن
أسمو به بين الورى قال لا
وكتب ابن خروف لبعض الرؤساء : [المجتث]
يا من حوى كلّ مجد
بجدّه وبجدّه [٣]
أتاك نجل خروف
فامنن عليه بجدّه [٤]
[١] في ب : جاء قول أبي الحسن بن الحاج قبل قول أبي القاسم القبتوري.
[٢] الغلة : شدة العطش. والأوام : حرارة العطش.
[٣] الجدّ : الاجتهاد. والجدّ : الحظ.
[٤] الجدّ : الخروف. ولعله طلب هنا فروة يلبسها في الشتاء.