ولقيه أبو حاتم الحجاري على فرس في غاية الضعف والرذالة قد أهلكها الوجى [٢] ، وكانا في جماعتين ، فقال له : يا أبا تمام ، أنشدني قولك : [الطويل]
وتحتي ريح تسبق الريح إن جرت
وما خلت أنّ الريح ذات قوائم
لها في المدى سبق إلى كلّ غاية
كأنّ لها سبقا يفوق عزائمي
وهمّة نفسي نزّهتها عن الوجى
فيا عجبا حتى العلا في البهائم
فلمّا أنشده إيّاها ردّ رأسه أبو حاتم إلى الجماعتين وقال : ناشدتكم الله أيجوز لحجّام على فرس مثل هذه الرمكة [٣] الهزيلة العرجاء ، أن يقول مثل هذا؟ فضحك جميع من حضر ، وأقبل أبو تمام من غيظه [٤] يسبّه.