التفت إلى من حضر من الشعراء وقال : هل فيكم من يحسن أن يجلب القلوب بمثل هذا؟ فقال أبو جعفر بن الخراز البطراني [٤] : نعم ، ولكن للسعادة هبّات ، وقد أنشدت مولانا قبل هذا أبياتا أقول فيها : [الطويل]
وما زلت أجني منك والدهر ممحل
ولا ثمر يجنى ولا الزرع يحصد
ثمار أياد دانيات قطوفها
لأغصانها ظلّ عليّ ممدّد
يرى جاريا ماء المكارم تحتها
وأطيار شكري فوقهنّ تغرّد
فارتاح المعتصم ، وقال : أأنت أنشدتني هذا؟ قال : نعم ، قال : والله كأنها ما مرّت بسمعي إلى الآن ، صدقت للسعد هبّات ، ونحن نجيزك عليها بجائزتين : الأولى لها ، والثانية لمطل راجيها وغمط إحسانها ، انتهى.