responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 200

لمّا أجابني الصّدى عنهم ولم

يلج المسامع للحبيب كلام

طارحت ورق حمامها مترنّما

بمقال صبّ والدموع سجام

(يا دار ما فعلت بك الأيام

ضامتك والأيام ليس تضام)

وجرى بين السهيلي والرصافي الشاعر المشهور ما اقتضى قول الرصافي : [المتقارب]

عفا الله عنّي فإنّي امرؤ

أتيت السلامة من بابها

على أنّ عندي لمن هاجني

كنائن غصّت بنشّابها [١]

ولو كنت أرمي بها مسلما

لكان السهيليّ أولى بها

وتوفي السهيلي بمراكش سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ، وزرت قبره بها مرارا سنة عشر وألف ، وسكن رحمه الله تعالى إشبيلية مدّة ، ولازم القاضي أبا بكر بن العربي وابن الطراوة ، وعنه أخذ لسان العرب ، وكان ضريرا.

ومن شعره أيضا لما قال : «كيف أمسيت» مكان «كيف أصبحت» [٢] : [الطويل]

لئن قلت صبحا كيف أمسيت مخطئا

فما أنا في ذاك الخطا بملوم [٣]

طلعت وأفقي مظلم لفراقكم

فخلتك بدرا والمساء همومي

وحكي أنّ الوزير الكاتب أبا الفضل بن حسداي الإسلامي السرقسطي ، وهو من رجال الذخيرة ، عشق جارية ذهبت بلبّه ، وغلبت على قلبه ، فجنّ بها جنونه ، وخلع عليها دينه ، وعلم بذلك صاحبها [٤] فزفّها إليه ، وجعل زمامها في يديه ، فتحامى [٥] عن موضعه من وصلها أنفة من أن يظنّ الناس أنّ إسلامه كان من أجلها ، فحسن ذكره ، وخفي على كثير من الناس أمره ، ومن شعره قوله : [الطويل]

وأطربنا غيم يمازج شمسه

فيستر طورا بالسحاب ويكشف

ترى قزحا في الجوّ يفتح قوسه

مكبّا على قطن من الثّلج يندف

وكان في مجلس المقتدر بن هود ينظر في مجلّد ، فدخل الوزير الكاتب أبو الفضل بن الدباغ


[١] الكنائن : جمع كنانة ، وهي جعبة السهام.

[٢] في ب ، ه : «كيف أمسيت» موضع «كيف أصبحت».

[٣] الخطا : الخطأ ـ مهموز ، وخفف الهمزة وهو جائز.

[٤] في ب ، ه : «وعلم بذلك صاحبه».

[٥] في ب ، ه : «فتجافى عن موضعه».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست