responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 140

الخلاص ، وأن يوفّر على ذلك الوفر نعمة جسمه ، ويكون هو الساقي على عادته القديمة ورسمه ، فأمره المؤتمن بقبول أمره وامتثاله ، واحتذاء أمثاله ، فحين ظهرت تلك الشمس من حجبها ، ورمت شياطين النفوس من كمت المدام بشهبها ، ارتجل ابن عمار : [الكامل]

وهويته يسقي المدام كأنه

قمر يدور بكوكب في مجلس

متناوح الحركات يندى عطفه

كالغصن هزّته الصّبا بتنفّس

يسقي بكأس في أنامل سوسن

ويدير أخرى من محاجر نرجس

يا حامل السّيف الطويل نجاده

ومصرّف الفرس القصير المحبس

إياك بادرة الوغى من فارس

خشن القناع على عذار أملس

جهم وإن حسر القناع فإنما

كشف الظلام عن النهار المشمس

يطغى ويلعب في دلال عذاره

كالمهر يلعب في اللجام المجرس

سلّم فقد قصف القنا غصن النّقا

وسطا بليث الغاب ظبي المكنس [١]

عنّا بكأسك قد كفتنا مقلة

حوراء قائمة بسكر المجلس

وصنع فيه أيضا : [الوافر]

وأحور من ظباء الروم عاط

بسالفتيه من دمعي فريد

قسا قلبا وشنّ عليه درعا

فباطنه وظاهره حديد

بكيت وقد دنا ونأى رضاه

وقد يبكي من الطرب الجليد

وإنّ فتى تملّكه برقّ

وأحرز حسنه لفتى سعيد

وقال [٢] في «البدائع» مؤلّفه ما نصّه : خرج المعتصم بن صمادح صاحب المرية يوما إلى بعض متنزهاته ، فحلّ بروضة قد سفرت عن وجهها البهيج ، وتنفّست عن مسكها الأريج ، وماست معاطف أغصانها ، وتكلّلت بلؤلؤ الطلّ أجياد قضبانها ، فتشوّف [٣] إلى الوزير أبي طالب بن غانم أحد كبراء دولته ، وسيوف صولته ، فكتب إليه بديها بورقة كرنب بعود من شجرة : [مخلع البسيط]

أقبل أبا طالب إلينا

واسقط سقوط النّدى علينا


[١] المكنس : مأوى الغزال ، يستكن فيه من الحر.

[٢] في ب : «وذكر في البدائع ..».

[٣] في ب ، ه : «فتشوق».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست