responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 114

الأديب الشهير أبي الحسين بن جبير صاحب الرحلة ، وقد قدّمنا ترجمته في الباب الخامس من هذا الكتاب ، وذكرنا هنالك أنه كان من أهل المروءات عاشقا في قضاء الحوائج والسعي في حقوق الإخوان ، وأنشدنا هنالك قوله :

يحسب الناس بأني متعب

إلى آخره [١].

وقد ذكر ذلك كلّه صاحب «الملتمس» ثم قال ـ أعني صاحب الملتمس ـ :

ومن أغرب ما يحكى أني كنت أحرص الناس على أن أصاهر قاضي غرناطة أبا محمد عبد المنعم بن الفرس [٢] ، فجعلته ـ يعني ابن جبير ـ الواسطة حتى تيسّر ذلك ، فلم يوفّق الله ما بيني وبين الزوجة ، فجئته وشكوت له ذلك ، فقال : أنا ما كان القصد لي في اجتماعكما ، ولكن سعيت جهدي في غرضك ، وها أنا أسعى أيضا في افتراقكا [٣] ، إذ هو من غرضك ، وخرج في الحين ففصل القضية ، ولم أر في وجهه أولا ولا آخرا عنوانا لامتنان ولا تصعيب ، ثم إنه طرق بابي ، ففتحت له ، ودخل وفي يده محفظة فيها مائة دينار مؤمنية ، ثم قال : يا ابن أخي ، اعلم أني كنت السبب في هذه القضية ، ولم أشكّ أنك خسرت فيها ما يقارب هذا القدر الذي وجدته الآن عند عمّك ، فبالله إلّا ما سررتني بقبوله ، فقلت له : أنا ما أستحيي منك في هذا الأمر ، والله إن أخذت هذا المال لأتلفنّه فيما أتلفت فيه مال والدي من أمور الشباب ، ولا يحلّ لك أن تمكنني منه [٤] بعد أن شرحت لك أمري ، فتبسّم وقال : لقد احتلت في الخروج عن المنّة بحيلة ، وانصرف بماله ، انتهى.

ثم قال صاحب «الملتمس» : وتذاكرنا يوما معه حالة الزاهد أبي عمران المارتلي ، فقال: صحبته مدّة فما رأيت مثله ، وأنشدني شعرين ما نسيتهما ، ولا أنساهما ما استطعت ، فالأول قوله : [المتقارب]

إلى كم أقول فلا أفعل

وكم ذا أحوم ولا أنزل

وأزجر عيني فلا ترعوي

وأنصح نفسي فلا تقبل [٥]

وكم ذا تعلّل لي ويحها

بعلّ وسوف وكم تمطل


[١] «إلى آخره» ساقطة من ب.

[٢] في ب ، ه : «ابن الفرس».

[٣] في ب : «افتراقكما».

[٤] في ه : «أن تمكنني به».

[٥] ترعوي : ترجع ، تمتنع.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست