responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 113

وقال أبو الفضل بن حسداي ، وكان يهوديّا فأسلم ، ويقال : إنه من ولد موسى على نبيّنا وعليه وعلى سائر الأنبياء الصلاة والسلام : [البسيط]

توريد خدّك للأحداق لذّات

عليه من عنبر الأصداغ لامات

نيران هجرك للعشّاق نار لظى

لكن وصالك إن واصلت جنّات

كأنما الراح والراحات تحملها

بدور تمّ وأيدي الشّرب هالات [١]

حشاشة ما تركنا الماء يقتلها

إلّا لتحيا بها منّا حشاشات

قد كان من قبلها في كأسها ثقل

فخفّ إذ ملئت منها الزجاجات

وقد تبارى المشارقة والمغاربة من المتقدّمين والمتأخّرين في هذا الوزن والقافية ، ولو لا خوف السآمة لذكرت من ذلك الجملة الشافية الكافية.

ومن سرعة جواب أهل الأندلس أنّ ابن عبد ربه كان صديقا لأبي محمد يحيى القلفاط الشاعر ، ففسد ما بينهما بسبب أنّ ابن عبد ربه صاحب العقد مرّ به يوما وكان في مشيه اضطراب ، فقال : أبا عمر ما علمت أنك آدر [٢] إلّا اليوم لمّا رأيت مشيك ، فقال له ابن عبد ربه : كذبتك عرسك [٣] أبا محمد ، فعزّ على القلفاط كلامه ، وقال له : أتتعرّض للحرم؟ والله لأرينّك كيف الهجاء ، ثم صنع فيه قصيدة أوّلها : [البسيط]

يا عرس أحمد ، أني مزمع سفرا

فودّعيني سرّا من أبي عمرا

ثم تهاجيا بعد ذلك. وكان القلفاط يلقبه بطلاس لأنه كان أطلس اللحية ، ويسمّي كتاب «العقد» حبل الثوم ، فاتّفق اجتماعهما يوما عند بعض الوزراء ، فقال الوزير للقلفاط : كيف حالك اليوم مع أبي عمر؟ فقال مرتجلا : [السريع]

حال طلاس لي عن رائه

وكنت في قعدد أبنائه [٤]

فبدر ابن عبد ربه وقال : [السريع]

إن كنت في قعدد أبنائه

فقد سقى أمّك من مائه

فانقطع القلفاط خجلا. وعاش ابن عبد ربه ٨٢ سنة ، رحمه الله تعالى!

ومن الحكايات في مروءة أهل الأندلس ما ذكره صاحب «الملتمس» في ترجمة الكاتب


[١] الشّرب : الجماعة الشاربون.

[٢] الآدر : منتفخ الخصية.

[٣] العرس ، بكسر العين وسكون الراء : الزوجة.

[٤] في ه : «مال طلاس لي عن رأيه».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست