الشرح : يأتي السؤال في لغة العرب على نحوين : فتارة يتعدّى بنفسه إلى مفعولين واُخرى يتعدّى إلى المفعول الثاني بالمجاوزة أي بحرف « عن » ويكون معناه في الصورة الاُولى الطلب ، يقولون : سألته الدرهم ، وعلى الفرض الثاني يكون السؤال استعلاماً عن الحال أو المكان أو الكيفيّة كما يقولون : سألته عن الدرهم ، عن حاله أو كيفيّته أو جنسه ، وما جاء في القاموس وغيره من أن سألته الشيء وعن الشيء معناهما واحد خطأ محض في ظاهره لأنّ الناظر في مجاري استعمالات العرب يقطع باختلاف هذين الاستعمالين في كلام العرب مِنْ ثَمّ جاء في سورة الأنفال وهي قرائة أهل البيت وغيرهم : « يسألونك الأنفال » وقرأ غيرهم : « يسألونك عن الأنفال » [١] .
قال ابن جنّي ; : القرائة المعروفة هي الأولى لأنّ سؤالهم عن حال الأنفال التي يطلبونها ويريدون حيازتها .
وفي تاج المصادر : إنّ السؤال والمسألة بمعنى الطلب ، وإرادة الجواب على أمرٍ مّا أجلّ لنا أن نقول كلاهما شريكان في الطلب ، والفرق بين الأمرين أنّ أحدهما طلب ذات الشيء والآخر طلب العلم لشيء .
وهذا التوجيه ـ إن صحّ في عبارة بعض اللغويّين الذين فسّروا السؤال بالطلب المطلب ـ فإنّه غير متمشٍّ في كلام الفيروزآبادي ، ولا يبعد أن يكون مخدوعاً بعبارة الجوهري حيث قال : وسألته الشيء وسألته عن الشيء ولم يذكر المعنى فتوهّم أنّ معناهما واحد ، وكانت عادة الجوهري عدم النصّ على المعنى الواضح