responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء الصّدور في شرح زيارة العاشور نویسنده : ميرزا أبي الفضل الطهراني    جلد : 1  صفحه : 403

الغرابة ، والله العاصم [١] .

وجملة القول : إنّ لفظ « مصاب » يأتي بمعنى الإصابة كما جاء في البيت التالي :

أظليم إنّ مصابكم رجلاً

أهدى السلام تحيّة ظلم

بنصب « رجلاً » . روي أنّ أنّ إحدى القيان غنّت في مجلس الواثق بهذا البيت ونصبت رجلاً ، فجرى خلاف بين العلماء الحضور في النصب والرفع ، وكانت الجارية تصرّ على النصب وتزعم أنّ أبا عثمان المازني ; نصب وسمعت ذلك منه ، فأمر الواثق بإحضاره من البصرة .

ومن غرائب الاتفاق أنّ رجلاً من أهل الذمّة تقدّم إليه في ذلك الوقت بحضور درسه في كتاب سيبويه فأبى عليه المازني ذلك وأغراه بدفع مأة دينار لقاء ذلك فامتنع أشدّ الامتناع وقال له المبرّد : مالك رددته مع الحاجة وشدّة الفاقة ؟ فقال له : إنّ في كتاب سيبويه ثلاثمائة آية من كتاب الله تعالى ولم أستسغ تسليط هذا العلج عليه .

وخلاصة القول أنّ المازني قدم على الواثق وسأله عن إعراب البيت ، فقال : النصب متعيّن ، فأخذ أحد الجالسين يحاوره ، فقال له المنزلة : هذه العبارة بمنزلة قولك : « ضربك زيداً ظلم » وأفلج الحاضرين بحجّته فأمر له الواثق بألف دينار .. وظهرت بهذه الواقعة كرامة للقرآن .

وعند التأمّل يدرك الإنسان رغبة القوم في العلم والأدب حيث تحمّلوا المشاق من أجل إعراب جملة واحدة وكان ثمنها ألف دينار ذهباً ، ولكن في زماننا هذا

_________________

[١] يقول الشارح : وانتقل إلى منتقله ففيه مضاف محذوف تقديره إلى موضع منتقله ، والمنتقل بفتح القاف مصدر بمعنى الانتقال كقولك : لي في هذا الأمر مضطرب أي اضطراب . قال :

قد كان لي مضطرب واسع

في الأرض ذات الطول والعرض

وتقول : ما معتقدك ، أي اعتقادكغ .. الخ . [ شرح ابن أبي الحديد ١ : ١٣٩ ]

نام کتاب : شفاء الصّدور في شرح زيارة العاشور نویسنده : ميرزا أبي الفضل الطهراني    جلد : 1  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست