وطال مكث الصفي في مصر حتّى سنة (٧٣٩ ه) وكانت العلاقة بين مصر وسلاطين ماردين قد قويت ، بفعل المخاطر المغولية التي كانت تواجههم ، وكان لوجود الصفي بين الأمارتين أثر في تقريب وجهات النظر ، وتوثيق العلائق بينهما. وموقع الصفي في مصر ـ في هذه السنوات ـ كان موقعا متميزا ، فقد حظي برعاية سلطان مصر ، ورئيس وزرائه. ما لم يحظ غيره بها وقد ذكر هو نفسه هذه الرعاية فقال :
«وشملني من الأنعام ما فاجأني ابتداعا» ولم أملك له خبرا ألزمتني المروءة بمكافأة تلك الحقوق ، ورأيت كفرانها كالعقوق .. فنظمت في معاليه ما طاب لفظه ومعانيه ، وظهرت آيات القويّ فيه ، من تمكن سبكه وقوافيه.